نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 211
أرى في البلاد قيسارية تعدلها وللمدينة جامعان أحدهما جديد والآخر من عهد بني أمية وفي صحن هذا الجامع قبة داخلها سارية رخام قائمة قد خلخل جيدها بخمسة خلاخل مفتولة فتل السوار من جرم رخامها وفي أعلاها خصة رخام مثمنة يخرج عليها أنبوب من الماء خروج انزعاج وشدة فيرتفع في الهواء أزيد من القامة كأنه قضيب من البلور معتدل ثم ينعكس إلى أسفل القبة ويجمع في هذين الجامعين القديم والحديث ويجمع أيضا في جامع الربض وفي المدينة مدارس للعلم نحو الست أو أزيد على دجلة فتلوح كأنها القصور المشرفة ولها مارستان حاشى الذي ذكرنا في الربض وخص الله ذه البلدة بتربة مقدسة فيها مشهد جرجيس صلى الله عليه وسلم وقد بنى فيها مسجد وقبره في زاوية من أحد بيوت المسجد عن يمين الداخل اليه وهذا المسجد هو بين الجامع الجديد وباب الجسر يجده المار إلى الجامع من باب الجسر عن يساره فتبركنا بزيارة هذا القبر المقدس والوقوف عنده نفعنا الله بذلك ومما خص إله به هذه البلدة ان في الشرق منها إذا عبرت دجلة على نحو الميل تل التوبة وهو التل الذي وقف فيه يونس عليه السلام بقومه ودعا ودعوا حتى كشف الله عنهم العذاب وبمقربة منه على قدر الميل أيضا العين المباركة المنسوبة اليه ويقال انه أمر قومه بالتطهر فيها واضمار التوبة ثم صعدوا على التل داعين وفي هذا التل بناء عظيم هو رباط يشتمل على بيوت كثيرة ومقاصر ومطاهر وسقايات يضم الجميع باب واحد وفي وسط ذلك البناء بيت ينسدل عليه ستر وينغلق دونه باب كريم مرصع كله يقال إنه كان الموضع الذي وقف فيه
211
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 211