نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 185
المذكور مشهد على قارعة الطريق وقد علا كأنه هضبة شماء وكل مجتاز عليه لا بد ان يلقى عليه حجرا ويقال ان أحد الملوك رجمه لأمر استوجب به ذلك والله أعلم وبهذا الموضع بيوت كثيرة للعرب وبادروا للحين بما لديهم من مرافق الأدم يبعونها من الحاج كان هذا المصنع مملوء من ماء المطر فغمر الناس وعمهم والحمد لله وهذه المصانع والبرك والآبار والمنازل التي من بغداد إلى مكة هي آثار زبيدة ابنة جعفر ابن أبي جعفر المنصور زوج هارون الرشيد وابنة عمه وانتدبت لذلك مدة حياتها فأبقت في هذا الطريق مرافق ومنافع تعم وفد الله تعالى كل سنة من لدن وفاتها إلى الآن ولولا آثارها الكريمة في ذلك لما سلكت هذا الطريق والله كفيل بمجازاتها والرضى عنها وفي ضحوة يوم السبت بعده نزلنا بموضع يعرف بالشقوق وفيه مصنعان ألفيناهما مملوءين ماء عذبا صافيا فأراق الناس مياههم وجددوا مياها طيبة واستبشروا بكثرة الماء وجددوا شكر الله على ذلك وأحد هذين المصنعين صهريج عظيم الدائرة كبيرها لا يكاد يقطعه السابح الا عن جهد ومشقة وكان الماء قد علا فيه أزيد من قامتين فتنعم الناس من مائه سباحة واغتسالا وتنظيف أثواب وكان يومهم فيه من أيام راحة السفر ومن لطائف صنع الله تعال بوفده وزوار حرمه ان كانت هذه المصانع كلها عند صعود الحاج من بغداد إلى مكة دون ماء فأرسل الله من سحب رحمته ما أترعها ماء معد الصدر الحاج فضلا من الله ولطفا بوفده المنقطعين اليه ورحنا من ذلك الموضع المذكور وبتنا بموضع يعرف بالتنانير وكان فيه أيضا مصنع مملوء ماء وأسرينا منه ليلة يوم الاحد الثالث والعشرين لمحرم واجتزنا سحرا بزبالة وهي قرية معمورة وفيها قصر مشيد من قصور الاعراب ومصنعان للماء وآبار وهي من مناهل الطريق الشهيرة ونزلنا عندما ارتفع النهار من اليوم المذكور بالهيثمين وفيها مصنعان للماء ولا نكاد نمر بحول الله يوما بموضع الا والماء يوجد فيه والشكر لله على ذلك
185
نام کتاب : رحلة ابن جبير نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 185