وتشعباتها ، مع تفاوت واختلاف عناصرها ، فقد يحتاج البحث في قضية ما إلى استخدام بعض الوسائل التي لا يحتاج إليها في بحث قضية أخرى ، فقد تختلف معها كلياً أو جزئياً ؛ فإنّ كل مورد وسائله وأدواته التي تناسبه في مجال البحث والدراسة .
وهو يعرف أيضاً أنّ ما يفيده في مجال البحث والتحقيق ليس مجموعاً في كتاب ، أو كتب بعينها ، وإنّما هو منتشر في مختلف الكتب التي تعالج موضوعات متفاوتة ومتباينة ، كالتفسير والحديث وعلم الرجال وعلوم القرآن والتاريخ والفقه والأنساب والعقائد واللغة ، والخ . .
أمّا المعايير التي يعتمد عليها المؤرخ الإسلامي ، فهي تلك التي يرضاها العقل ، ويعتمد عليها عقلاء البشر كافة ، على اختلاف نحلهم واتجاهاتهم ومشاربهم ، إذ أنّ التاكد من وثاقة الرجال الذين نقلوا الحدث ، هو طريقة يعتمد عليها جميع العقلاء ، فلا تجد أحداً يعتمد على من عرف بالكذب ، وعلى من يكثر منه الغلط والسهو والنسيان في منقولاته ، وعلى من يتهم بالعمل لتقوية اتجاه معين ، وتحطيم كل ما عداه .
وحينما لا يجدون ضرورة أو مجالاً للبحث السندي ؛ فإنّهم ينظرون في محتواه ؛ فإن كان يتناقض مع ما هو مشاهد بالعيان جغرافياً ، رفضوه أيضاً كما لو ادّعى النص : أنّ مكة المكرمة تقع في بلاد اليابان ، أو في الصين .
وكذا لو ناقض ما هو ثابت تاريخياً بأن ادّعى أنّ نابليون قد

94