نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 49
لديه بطريق القطع واليقين ، من أي طريق كان هذا الثبوت . . ومن ذلك ما لو ثبت لديه بالطرق التي يقبلها العقلاء : أنّ الكتاب الفلاني صحيح مئة بالمئة ، كما لو علم أنّه صادر عن الله سبحانه ، فإنّه أيضاً يجعله معياراً لكل ما يرد عليه من قضايا ، ولا يتردد في ردّ ما يخالفه ويناقضه . . وكذا لو علم بطريق القطع ، وبالدليل العقلي أنّ الرجل الفلاني معصوم من الخطأ مبرأ من الزلل ، فإنّ كل خطأ أو مخالفة تنسب إليه يعتبرها حديث خرافة ، ولا يلتفت إليها . . ونحن لم نتعدّ في طريقتنا في الاستدلال هذا النحو من الاستدلال ولم نبن أحكامنا على الظنون والحدسيّات إلا بعد أن توافرت القرائن والشواهد وارتقت بذلك الظن إلى درجة اليقين ، أو الاطمئنان على الأقل وهو علم عرفيّ ، يتعامل الناس مع بعضهم البعض على أساسه ، ويتابعون شؤونهم الحياتيّة في أحيان كثيرة استناداً إليه واعتماداً عليه . ولكن تعال معي ، وألق نظرة على أسلوب المستشرقين في بحوثهم ، التي يعتبرونها علميّة ، فلسوف ترى العجب ، وفوق العجب من المحاولات الجادة للتزوير والتحوير في الواقعيّات والتشكيك فيما هو من أبده البديهيات ، مع وضوح أنّهم إنّما يرمون إلى طمس الحق ، وإشاعة الباطل ، والصدّ عن سبيل الله سبحانه ، والطعن في الدين . وبالنسبة للناحية التاريخيّة نشير إلى أنّ البشر يشكلون عنصراً مؤثراً بصورة أساسيّة في ماهية الحدث ، وفي توجيهه ، وتحديد
49
نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 49