الأشياء وأخطرها أم في أدقّ الأشياء وأصغرها ، وتعني أيضاً العناية بتربية الإنسان تربية إلهيّة خالصة من كل الشوائب ، والتدخل المباشر في كل الشؤون الحياتيّة للإنسان ومختلف أطواره وحالاته وما يترتب على ذلك من تفريعات ، وهي بالتالي سوف تطبع سلوك هذا الإنسان وحياته ومفاهيمه وأفكاره وخصائصه بطابعها الخاص والمتميّز .
كما أنّ عدم الإلزام والالتزام بها ، أو الالتزام بما يختلف معها في الجوهر والمظهر سوف يكون له هو الاخر تأثيراته المختلفة التي ليس فقط لا تلتقي مع تلك ، بل قد تتعدى ذلك إلى أن تصادمها أيضاً وتترك المزيد من السلبيّات على حياة الإنسان وعلى مسيره نحو مصيره ، ولسوف تتضاعف هذه السلبيّات وتتكاثف على مرّ الزمن .
ومن هنا ، فقد أحسّ العلامة الأميني بخطورة قضية الغدير التي هي في الحقيقة ( قضية الإمامة بمفهومها الصحيح أعني به ما أراده الله تعالى على لسان رسوله ( ص ) يوم غدير خم ) وهي من ثمّ قضية الإنسان في مسيره إلى مصيره .
ثمّ هو - أعني العلامة الأميني - قد شاهد بعين المحقق الباحث ذلك التزييف والتحريف الهائل الذي نال من قضية الإنسان والإسلام في الأدوار المختلفة ، فرأى أنّ إعادة الأمور إلى نصابها ، وإظهار الحقائق ، التي نالتها يد التحريف والتزييف ، - إظهارها بما لها من نقاء وصفاء - لهو من واجب الواجبات ، وأعظم القربات ، فكان أن تصدّى لهذه القضية المهمة العظيمة فقدّم لها الكثير من جهده ووقته ، بإخلاص وسخاء وكرم عظيم .

166