نام کتاب : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 16
يريد للناس ، كلّ الناس أن يصلوا إلى الله ( سبحانه وتعالى ) وإلى كمالهم ، ويعيشوا إنسانيتهم بكل آفاقها ، بطهر وصفاء ، وعمق وأصالة ، تنطلق من محض الفطرة ، وتتحرك بالفكر الواعي ، وتنتهي إلى رحاب الله سبحانه : * ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ ) * [1] . ومن هنا نقول : إنّ الأمّة في تشييعها الوفيّ لجثمان إمامها ، قد انطلقت من موقع الوعي والإدراك والإحساس العميق بحق هذا الإمام عليها ؛ حيث أصبحت تلمس في عمق ذاتها ووجودها خصائصها الإنسانيّة ، وكمالاتها الإلهيّة ، وتتحسسها بكل ما تملك من مشاعر وأحاسيس . وما ذلك إلا بفضل الجهود المباركة لهذا الإمام العظيم ، فانطلقت لتعبّر عن عرفانها هذا ، ولتقول لهذا الإمام الفذ : « لقد كنت لنا نعم الأب المربيّ ، وخير محب ومشفق ، طالما علّمت وربّيت ، وهذّبت وزكّيت ، فنحن غرس نعمتك ، والأمناء على وديعتك ، نحوطها بما نحوط به أنفسنا ، ونرعاها بكلّ وجودنا ، ونضحّي من أجلها بكل غالٍ ونفيس ؛ فلا مجال بعد للتخلّي عن هويتنا ، ولا يمكننا الانسلاخ عن شخصيتنا ؛ لأنّ ذلك معناه التخلّي عن الكرامة وعن الحياة » . سؤال : عُرف عنكم : أنّكم تقولون : بأنّ الولاية للفقيه الأعلم ، كيف نوفّق بين رأي سماحتكم ، وبين انتخاب مجلس الخبراء لآية الله