النحو .
ثمّ بدأت بقراءة بعض القصص ، وكتب الأدب ، وغيرها ، نظير ألف ليلة وليلة ، والعقد الفريد ، وما إلى ذلك .
ممّا كانت تصل إليه يدي من مكتبة والدي المشار إليها .
وفي سن الثمان أو التسع سنوات بدأت في بذل محاولة نظم الشعر ، ولم يكن في بادئ الأمر فيه ما يستحق الذكر ، ولكنّه تحسّن قليلاً بعد ذلك .
ثمّ نهاني والدي عن الشعر ، وقال : إنّنا لا نريد لك أن تكون شاعراً - وغن كان حفظه الله قد نسي أنّه أمرني بذلك فيما بعد - وفي سن الثامنة عشر ذهبت إلى النجف الأشرف ، ورغم أنّني لم أجد تشجيعاً من كثير من الأقارب والأصدقاء ، كما انّني أنا شخصياً لم تكن لديّ رغبة في ذلك نتيجة لما كنت أسمعه من تقريع ولوم من هذا وذاك .
ولكن أمر والدي لا يمكن مخالفته .
فسافرت إلى النجف ، وبدأت حياتي كطالب حوزويّ هناك .
وكان والدي منذ البداية يرجح لي السفر إلى مدينة قم المشرفة ، وبعد ست سنوات من الدراسة في النجف استخرت الله في الذهاب إلى قم ، فجاءت الاستخارة موافقة وجيدة ، وهكذا فعلت .
وقد مضى لي الآن في الحوزة العلميّة في قم المشرفة أكثر من عشرين سنة .
وفيما يرتبط بأساتذتي فكنت أبحث عن الدرس المناسب وأحضره ، بلا توقف .
ولا زلت حتى الآن أعتبر نفسي طالباً ، عملاً بقول أهل بيت العصمة : أطلب العلم من المهد إلى اللحد .

126