ومعظم هذه المحاولات تعتدي بشكل صارخ على حقائق التاريخ ، وتعرضه بشكل مشوّه ، لتحقيق أغراضها المشبوهة .
فما هي السبل لمواجهة هذه المحاولات ؟
ج : هناك نوعان من الناس لا بدّ من الإشارة قبل الإجابة على هذا السؤال :
الأول : تلك الفئات التي لا تفكر إلا فيما يحقق لها أغراضها ، ويوصلها إلى أهدافها ، أياً كانت الوسيلة ، وأياً كان الثمن ، ولا يهمها بعد ذلك أن تكون الوسيلة لوصولها هذه صحيحة ، أو غير صحيحة ، إنسانيّة أو غير إنسانيّة ، معقولة ومقبولة ، أو لا معقولة ولا مقبولة .
فقد يكون المال هو الوسيلة لذلك ، وقد يكون هو القوة ، وقد يكون هو التاريخ ، وقد يكون هو الدين ، أو أي شيء آخر . .
فهذا النوع من الناس لا يرى للتاريخ قيمة في نفسه ، كما أنّه لا يرى الوصول إلى الحق والحقيقة هدفاً ، فقد يجد أنّ من اللازم طمس الحقائق ، وتشويه وتزوير التاريخ ، فيبادر إلى ذلك دونما رادع ولا وازع .
إذن ، فليس لنا أن نستغرب إذا رأينا هذا النوع من الناس له طريقته الخاصة في بحثه للتاريخ ، وفي عرضه له ، حيث نجده يمارس طريقة الانتقاء فيه ، حتى ولو استلزم ذلك إحداث فجوات واسعة في السياق المنطقي والتاريخي . ويحاول ملء تلك الفراغات والفجوات بافتراضات تصل إلى حد التزييف والتمويه والمسخ العلني

101