responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 370


منهما يألف البيوت ويأنس بالناس ، والثاني : وهو الأصح ، أن مستنده توقيف بلغهم فيه . ونقل الرافعي عن الشيخ أبي محمد الخلاف ، فيما لو قتل طائرا أكبر من الحمام ، أو مثله هلى ينبني على هذا ؟ إن قلنا المستند التوقيف أوجبنا الشاة . وإن قلنا المستند المشابهة أوجبنا القيمة . وقد أسقط الإمام النووي . رحمه اللَّه ، هذه المسألة من الروضة ، وكأنه ظن أن الخلاف فيها لفظي لا فائدة فيه . وبيض الحمام وكل طائر يحرم على المحرم ، صيده حرام عليه فإن أتلفه ضمنه بقيمته ، هذا مذهبنا وبه قال الإمام أحمد وآخرون . وقال المزني وبعض أصحاب داود : لا جزاء في البيض . وقال مالك : يضمنه بعشر ثمن أصله . قال ابن المنذر : واختلفوا في بيض الحمام ، فقال علي وعطاء : في كل بيضتين درهم ، وقال الزهري والشافعي وأصحاب الرأي وأبو ثور : فيه قيمته وسيأتي في بيض النعام حكمه إن شاء اللَّه تعالى . ومن أحكامه في الصيد أنه إذا اختلطت حمامة مملوكة أو حمامات بحمامات مباحة محصورة لم يجز الإصطياد منها . ولو اختلطت بحمام ناحية جاز الإصطياد في الناحية . ولو اختلط حمام أبراج مملوكة لا تكاد تحصر بحمام بلدة أخرى مباحة ففي جواز الاصطياد منها وجهان : أصحهما الجواز . وبيع الحمام في البرج على تفصيل بيع السمك في البركة . وسيأتي في باب السين المهملة إن شاء اللَّه تعالى لو باعها وهي طائرة اعتمادا على عادة عودها فوجهان :
أصحهما عند الإمام الجواز كالعبد المبعوث في شغل وعند الجمهور المنع إذ لا وثوق بعودها لعدم عقلها . ومن أحكامه في الربا أنه جنس واحد بجميع أنواعه . كذا قاله المراوزة [1] . وقال العراقيون : إن كل نوع منه جنس واحد بجميع جنس ، والقماري جنس ، والفواخت جنس . وأما اتخاذه للبيض والفارخ وللأنس وحمل الكتب فجائز بلا كراهة . وأما اللعب به والتطير والمسابعة ، فقيل :
يجوز لأنه لا يحتاج إليها في الحرب لنقل الأخبار والأصح كراهته ، لما تقدم في حديث أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه ، الذي قال فيه : « شيطان يتبع شيطانة » [2] . قال ابن حبان بعد رواية هذا الحديث : إنما قال له شيطان ، لأن اللاعب بالحمام ، لا يكاد يخلو من لغو وعصيان ، والعاصي يقال له شيطان قال اللَّه تعالى شياطين الإنس والجن ، وأطلق على الحمامة شيطانة للمجاورة ، ولا ترد الشهادة بمجرد اللعب بالحمام ، خلافا لمالك وأبي حنيفة فإن انضم إليه قمار أو نحوه ردت به الشهادة .
وروى أبو محمد الرامهرمزي في كتابه « المحدث الفاضل بين الراوي والواعي » عن مصعب الزبيري ، قال : سمعت مالك بن أنس رضي اللَّه تعالى عنه وقد قال لابني أخته أبي بكر محمد وإسماعيل ابني أبي أويس . أراكما تحبان هذا الشأن وتطلبانه ، يعني الحديث ، قالا : نعم . قال :
فإن أحببتما أن تنتفعا ، وينفع اللَّه بكما فأقلا منه وفقها . ونزل ابن مالك من فوق سطح ، ومعه حمام قد غطاه ، فعلم مالك أنه قد فهمه الناس فقال مالك : الأدب أدب اللَّه لا أدب الآباء والأمهات ، والخير خير اللَّه لا خير الآباء والأمهات . وروي عنه أيضا ، أنه قال : كان يحيى بن مالك بن أنس ، يدخل ويخرج ولا يجلس معنا عند أبيه ، فكان إذا نظر إليه أبوه قال : هاه إن ما تطيب به نفسي أن



[1] المراوزة : جمع المروزي نسبة إلى مرو .
[2] رواه ابن ماجه في الأدب : 44 ، وأبو داود أدب : 57 ، وأحمد : 2 / 357 .

370

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست