responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 326


حدأة بفتح الحاء ، لأنها الفاس التي لها رأسان وقد جاء في الحديث الحديا على وزن الثريا ، كذا قيده الأصيلي . وقد جاء الحدياة بغير همز وفي بعض الروايات الحديثة بالهمزة كأنه تصغير . ذكره الصاغاني قال : وصواب تصغيره الحديثة بالهمز وإن ألقيت حركة الهمزة على الياء شددتها ، وقلت : الحدية على مثال عليه . وفي الحديث لا بأس بقتل الحدو والإفعو ، قال الأزهري : هي لغة فيهما . وقال ابن السراج : بل هي على مذهب الوقف لا على هذه اللغة قلب الألف واوا على لغة من قال حدا وكذا أفعى انتهى . وقال الأصمعي : جمع الحدأة حدأ كلبا وزاد ابن قتيبة وحدآن .
قال الجوهري : هي مثل عنبة وعنب وقد قال في ع ن ب الحبسة من العنب عنبة وهو بناء نادر لأن الأغلب على هذا البناء الجمع نحو قرد وقردة وفيل وفيلة وثور وثورة . إلا أنه قد جاء للواحد ، وهو قليل نحو العنبة والتولة والطيبة والخيرة والطيرة ولا أعرف غيره انتهى . وهو قد ذكر ذلك في حدأة كما تقدم والطيبة المغنم الهنيء والتولة ما تحبب به المرأة لزوجها ، والخيرة والطيرة معروفتان . قلت : وقد يرد عليه ثومة جمعه ثوم وذبحة وهو وجع في الحلق ومنة وهو العنكبوت ، ورمخة وهي البلحة وضمخة وهي السمينة وهننة وهي نوع من القنافذ وتيمة وهي شجرة بوادي إبراهيم بالحجاز ، والحدأة تبيض بيضتين ، وربما باضت ثلاثا ، وخرج منها ثلاثة أفراخ ، وتحضن عشرين يوما ، ومن ألوانها السود والرمد وهي لا تصيد وإنما تخطف . ومن طبعها أنها تقف في الطيران ، وليس ذلك لغيرها من الكواسر . وزعم ابن وحشية وابن زهر أن العقاب والحدأة يتبدلان فيصير العقاب حدأة والحدأة عقابا . وفي نسخة الغراب بدل العقاب فسبحان القادر على ما يشاء . ويقال : إنها أحسن الطير مجاورة لما جاورها من الطير ، فلو ماتت جوعا لا تعدو على فراخ جارها وتزعم رواة الأخبار ونفلة الآثار أنها كانت من جوارح سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام ، وإنما امتنعت من أن تؤلف أو تملك لأنها من الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده .
والسبب في صياحها عند سفادها أن زوجها قد جحد ولدها منه ، فقالت : يا نبي اللَّه قد سفدني حتى إذا حضنت بيضي وخرج منه ولدي جحدني . فقال سليمان عليه السلام للذكر : ما تقول ؟ فقال : يا نبي اللَّه إنها تحوم البراري ولا تمتنع من الطير فلا أدري أهو مني أو من غيري ! قال : فأمر سليمان عليه السلام بإحضار الولد فوجده شبه والده فألحقه به . ثم قال لها سليمان عليه السلام : لا تمكنه أبدا حتى تشهدي عليه ذلك الطير لئلا يجحد بعدها . فصارت إذا سفدها صاحت وقالت : يا طيور اشهدوا فإنه سفدني أه - . وتقول في صياحها كل شيء هالك إلا وجهه وهي طرشاء ولو كانت مما يصاد بها لما كان من الكواسر أحسن صيدا منها ، ولا أجل ثمنا . ومن طبعها أنها لا تخطف إلا من يمين من تخطف منه ، دون شماله ، حتى إن بعض الناس يقول : إنها عسراء لأنها لا تأخذ من شمال إنسان شيئا . وقال القزويني : إنها سنة ذكر وسنة أنثى . وفي صحيح البخاري وغيره أن أعرابية كانت تخدم نساء النبي صلى اللَّه عليه وسلم وكانت كثيرا ما تتمثل بهذا البيت [1] .
< شعر > ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا على أنه من ظلمة الكفر نجاني < / شعر >



[1] البيت في كتاب الحيوان للجاحظ : 5 / 153 . وفيه : < شعر > ويوم السّخاب من تعاجيب ابنا كما أنه من بلدة الكفر نجاني < / شعر >

326

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست