responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 204


سداد ؟ قال : قلت لأن السداد ههنا لحن . فقال المأمون : أتلحنني قلت إنما لحن هشيم ، فتبع أمير المؤمنين لفظه . فقال ما الفرق بينهما ؟ قلت : السّداد بالفتح القصد في الدين والسبيل والسّداد بالكسر البلغة وكل ما سددت به شيئا فهو سداد . فقال المأمون : أو تعرف العرب ذلك ؟ قال :
قلت : نعم هذا العرجي يقول : [1] :
< شعر > أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر < / شعر > فأخذ المأمون القرطاسي وكتب فيه ، ثم قال لخادمه : ابلغ معه إلى الفضل [2] بن سهل فلما قرأ الفضل الرقعة قال : يا نضر قد أمر لك أمير المؤمنين بخمسين ألف درهم ، فما كان السبب ؟
فأخبرته فأمر لي بثلاثين ألف درهم أخرى . فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف واحد استفيد مني .
وتوفي النضر بن شمبل في سنة أربع ومائتين بمرو رحمه اللَّه تعالى . وفي تاريخ بغداد عن أبي يوسف [3] صاحب أبي حنيفة واسمه يعقوب أنه قال : أويت ذات ليلة إلى فراشي وإذا بالباب يدق دقا عنيفا ، فخرجت فإذا هرثمة بن أعين [4] فقال : أجب أمير المؤمنين . فركبن بغلتي ومضيت خائفا ، إلى أن وصلت دار أمير المؤمنين ، فإذا أنا بمسرور فسألته من عند أمير المؤمنين ؟ فقال :
عيسى بن [5] جعفر فدخلت فإذا هو جالس وعن يمينه عيسى بن جعفر فسلمت عليه ، وجلست فقال الرشيد : أظن أننا روّعناك ؟ فقلت : أي واللَّه ومن خلفي كذلك . فسكت ساعة ثم قال :
أتدري يا يعقوب لم دعوتك ؟ قلت : لا ، قال : دعوتك لأشهدك على هذا ، أن عنده جارية ، وقد سألته أن يهبها لي ، فأبي وو اللَّه لئن لم يفعل لأقتله ! قال : فالتفت إلى عيسى وقلت له ما بلغ من قدر الجارية حتى إنك تمنعها من أمير المؤمنين ، وتنزل نفسك هذه المنزلة من أجلها ؟ ثم هي ذاهبة من يدك على كل حال ؟ فقال : عجلت علي بالتوبيخ من قبل أن تعرف ما عندي ، قلت : وما هو ؟
قال : إن علي يمينا بالطلاق والعتاق ، وصدقة ما أملكه لا أبيع هذه الجارية ولا أهبها . فالتفت إليّ الرشيد وقال : هل لك في هذه من مخرج ؟ قلت : نعم : وما هو ؟ قلت : يهبك نصفها ويبيعك نصفها ، فيكون لم يهبها ولم يبعها قال عيسى أو يجوز ذلك ؟ قلت : نعم . قال فاشهد ، أني وهبته نصفها ، وبعته نصفها الباقي بمائة ألف دينار . فقال الرشيد : قد قبلت الهبة ، واشتريت النصف بمائة ألف دينار . ثم قال : علي بالجارية والمال فأتي بالجارية والمال . فقال : خذها يا أمير المؤمنين ، بارك اللَّه لك فيها . فقال الرشيد : يا يعقوب بقيت واحدة ؟ فقلت : وما هي ؟ قال : إنها مملوكة ولا



[1] الأغاني : 1 / 413 .
[2] الفضل بن سهل السّرخسي ، وزير المأمون ، لقبه ذو الرياستين ، الوزارة والسيف ، قتل سنة 203 ه - بسرخس .
[3] أبو يوسف القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد ابن حبتة الأنصاري ، صاحب أبي حنيفة النعمان ، حافظ محدث فقيه عالم بالسير . توفي سنة 172 ه - .
[4] ابن أعين هرثمة بن أعين ، أمير من القادة ، تولى مصر أيام الرشيد ، وشمالي افريقية ، ثم خراسان ، أخلص للمأمون ، وقتل في الحبس سنة 200 ه - .
[5] عيسى بن جعفر بن المنصور العباسي ، أمير عباسي ابن عم هارون الرشيد . قتل سنة 185 ه - .

204

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست