responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 114


يكون ما معه من الجيوش مضمومين إليه بخراسان . فلما مات الرشيد ، نادى الفضل [1] بن الربيع في عسكر الرشيد بالرحيل إلى بغداد ، وخالف وصية الرشيد فعظم ذلك على المأمون ، وكتب إلى الفضل يذكره العهود التي أخذها عليه الرشيد ، ويحذره البغي ويسأله الوفاء . فلم يلتفت الفضل إليه فكان هذا الأمر سبب ابتداء الوحشة بين والمأمون .
وذكر أبو حنيفة في الأخبار الطوال وغيره عن الكسائي أنه قال : إن الرشيد ولاني تأديب الأمين والمأمون فكنت أشدد عليهما في الأدب ، وآخذهما به أخذا شديدا وخاصة الأمين ، فأتتني حاجتي ذات يوم خالصة ، جارية زبيدة وقالت : يا كسائي إن السيدة تقرأ عليك السلام ، وتقول لك : حاجتي إليك أن ترفق بابني محمد فإنه قرة عيني وثمرة فؤادي وأنا أرقّ عليه رقة شديدة .
فقلت لخالصه : إن محمدا مرشح للخلافة بعد أبيه ، ولا يجوز التقصير في أمره . فقالت خالصة :
إن لرقة هذه السيدة سببا أنا أخبرك إياه ، إنها في الليلة التي ولدته فيها رأت في منامها كأنّ أربع نسوة أقبلن إليه ، فاكتنفنه عن يمينه وشماله وأمامه وورائه ، فقالت التي بين يديه : ملك قليل العمر عظيم الكبر ضيق الصدر واهي الأمر كبير الوزر شديد الغدر . وقالت التي من ورائه : ملك قصاف مبذر متلاف ، قليل الإنصاف كثير الإسراف . وقالت التي عن يمينه . : ملك عظيم الطخم ، قليل الحلم ، كثير الإثم قطوع للرحم . وقالت التي عن يساره : ملك غدار كثير العثار ، سريع الدمار . ثم بكت خالصة وقالت : يا كسائي وهل ينفع الحذر من القدر ؟ ثم إن المأمون خلع الأمين من الخلافة ، وجهز لقتاله طاهر بن الحسين وهرثمة بن أعين فسارا إليه وحاصراه ببغداد بعد حروب كثيرة ببغداد وتراموا بالمجانيق وجرت بينهم وقائع في أيام متعددة ، وعظم الأمر واشتد البلاء ، حتى خرب بسبب ذلك منازل المدينة ووثب العيارون على أموال الناس ، فانتهبوها وأقام الحصار مدة سنة فتضايق الأمر على الأمين ، وفارقه أكثر أصحابه وكتب طاهر إلى وجوه أهل بغداد سرا يعدهم إن أعانوه ، ويتوعدهم إن لم يدخلوا في طاعته ، فأجابوه وصرحوا بخلع الأمين .
وتفرّق عنه أكثر من معه فالتجأ إلى مدينة أبي جعفر ، فحاصره طاهر بها ومنعه من كل شيء حتى كاد هو وأصحابه يموتون جوعا وعطشا ، فلما عاين الأمين ذلك كاتب هرثمة بن أعين ، وطلب منه أن يؤمنه حتى يأتيه ، فأجابه إلى ذلك . فبلغ ذلك طاهرا فشق عليه ، كراهية أن يظهر الفتح لهرثمة دونه ، فلما كان يوم الخميس لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة خرج الأمين إلى هرثمة فلقيه هرثمة في حراقة فركب الأمين معه ، وكان طاهر قد أكمن للأمين فلما صار الأمين في الحراقة خرج عليه كمين طاهر ، ورموا الحراقة بالحجارة فغرق من فيها فشق الأمين ثيابه ، وسبح إلى بستان فأدركوه وأخذوه ، وحملوه على برذون ، وأتوا به طاهرا ، فبعث إليه جماعة وأمرهم بقتله ، فهجموا عليه وبأيديهم السيوف ، فركبوا عليه وذبحوه من قفاه ، وأخذوا رأسه وأتوا به طاهرا ، فأمر بنصبه . فلما رآه الناس ، سكنت الفتنة ثم جهزه طاهر إلى المأمون وصحبته خاتم



[1] الفضل بن الربيع بن يونس ، وزير أديب ، وزر للرشيد . ومات سنة 208 ه - .

114

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست