responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 104


يا أيها الناس ، من أطاع اللَّه ، وجبت طاعته ، ومن عصى اللَّه فلا طاعة له ، أطيعوني ما أطعت اللَّه ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم .
ثم نزل ودخل دار الخلافة ، فأمر بالستور فهتكت ، وبالبسط فرفعت ، وأمر ببيع ذلك ، وادخال أثمانه في بيت المسلمين ، ثم ذهب يتبوأ مقيلا ، فأتاه ابنه عبد الملك فقال : ما تريد أن تصنع يا أبتاه ؟ قال : إي بني أقيل : قال : تقيل ولا ترد المظالم ، قال : إي بني إني قد سهرت البارحة في أمر عمك سليمان ، فإذا صليت الظهر ، رددت المظالم . فقال : يا أمير المؤمنين ، من أين لك أن تعيش إلى الظهر ؟ فقال : أدن مني يا بني ، فدنا منه فقبله بين عينيه ، وقال : الحمد للَّه الذي أخرج من ظهري من يعينني على ديني . فخرج ولم يقل ، وأمر مناديه أن ينادي : ألا كل من كانت له مظلمة فليرفعها ، فتقدم إليه ذمي من أهل حمص فقال : يا أمير المؤمنين أسألك كتاب اللَّه قال : وما ذاك ؟
قال : إن العباس [1] بن الوليد اغتصبني أرضي ، والعباس جالس ، فقال عمر : ما تقول يا عباس ؟
قال : إن أمير المؤمنين الوليد أقطعني إياها ، وهذا كتابه . فقال عمر : ما تقول يا ذمي ؟ قال : يا أمير المؤمنين أسألك كتاب اللَّه تعالى . فقال عمر : كتاب اللَّه أحق أن يتبع من كتاب الوليد ، اردد إليه أرضه يا عباس . فردها إليه ثم جعل لا يدع شيئا ، مما كان في يد أهل بيته ، من المظالم إلا رده مظلمة مظلمة . فلما بلغ الخوارج سيرته ، وما رد من المظالم اجتمعوا وقال : ما ينبغي لنا أن نقاتل هذا الرجل ، ولما بلغ عمر [2] بن الوليد رد الضيعة على الذمي ، كتب إلى عمر بن عبد العزيز :
إنك قد أزريت على من كان قبلك من الخلفاء ، وعبت عليهم ، وسرت بغير سيرتهم ، بغضا لهم وشينا لمن بعدهم من أولادهم ، وقطعت ما أمر اللَّه به أن يوصل ، إذ عمدت إلى أموال قريش ومواريثهم ، فأدخلتها بيت المال جورا وعدوانا ، ولن تترك على هذا الحال والسلام . فلما قرأ كتابه ، كتب إليه :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، من عبد اللَّه عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد السلام على المرسلين ، والحمد للَّه رب العالمين . أما بعد فقد بلغني كتابك ، أما أوّل شأنك يا ابن الوليد ، فأمك بنانة أمة السكون ، كانت تطوف في سوق حمص ، وتدخل في حوانيتها ، ثم اللَّه أعلم بها . ثم اشتراها ذبيان ، من بيت مال المسلمين ، فأهداها لأبيك ، فحملت بك فبئس المولود . ثم نشأت فكنت جبارا عنيدا ، تزعم أني من الظالمين ، إذ حرمتك وأهل بيتك ، مال اللَّه ، الذي فيه حق القرابة والمساكين والأرامل ، وأنّ أظلم مني وأترك لعهد اللَّه من استعملك صبيا سفيها على جند المسلمين ، تحكم فيهم برأيك ، ولم يكن له في ذلك نية إلا حب الوالد لولده ، فويل لأبيك ما أكثر خصماءه يوم القيامة . وكيف ينجو أبوك من خصمائه ؟ وإن أظلم مني وأترك لعهد اللَّه ، من استعمل الحجاج يسفك الدم ويأخذ المال الحرام ، وإن أظلم مني وأترك لعهد اللَّه ، من استعمل قرة أعرابيا جافيا ، على مصر وأذن له في المعازف واللهو والشرب ، وإن أظلم مني وأترك لعهد اللَّه ، من جعل لغالية البربرية في خمس العرب



[1] هو العباس بن الوليد بن عبد الملك .
[2] هو عمر بن الوليد بن عبد الملك .

104

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست