responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 502


فائدة :
قال ابن عبد البر وغيره : كلم الذئب من الصحابة ثلاثة : رافع بن عميرة وسلمة بن الأكوع وأهبان بن أوس الأسلمي رضي اللَّه تعالى عنهم . قال : ولذلك تقول العرب : هو كذئب أهبان يتعجبون منه ، وذلك أن أهبان بن أوس المذكور كان في غنم له فشد الذئب على شاة منها فصاح به أهبان فأقعى الذئب وقال : أتنزع مني رزقا رزقنيه اللَّه تعالى ؟ فقال أهبان : ما سمعت ولا رأيت أعجب من هذا ذئب يتكلم ، فقال الذئب : أتعجب من هذا ! ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بين هذه النخلات وأو مأ بيده إلى المدينة يحدث بما كان وبما يكون ، ويدعو الناس إلى اللَّه وإلى عبادته وهم لا يجيبونه ، قال أهبان بن أوس : فجئت النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأخبرته بالقصة وأسلمت ، فقال لي : « حدث به الناس » . قال عبد اللَّه بن أبي داود السجستاني الحافظ فيقال لأهبان : مكلم الذئب ولأولاده أولاد مكلم الذئب ، ومحمد بن الأشعث الخزاعي من ولده واتفق مثل ذلك لرافع بن عميرة وسلمة بن الأكوع انتهى . وقال البخاري [1] : أنبأنا شعيب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال : سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول : « بينما راع في غنمه إذا عدا عليها الذئب فأخذ منها شاة ، فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب ، وقال : من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري . وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها ، فالتفتت إليه وكلمته فقالت : إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث . فقال الناس : سبحان اللَّه ذئب يتكلم ، وبقرة تتكلم . فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر ؟ قال ابن الأعرابي : السبع بسكون الباء الموضع الذي عنده المحشر يوم القيامة . أراد من لها يوم القيامة . وقيل : هذا التفسير يفسد بقول الذئب في تمام الحديث يوم لا راعي لها غيري ، والذئب لا يكون لها راعيا يوم القيامة . وقيل أراد من لها يوم الفتن حين يتركها الناس هملا لا راعي لها نهبة للسباع والذئاب ، فجعل السبع لها راعيا إذ هو منفرد بها .
ويكون حينئذ بضم الباء . وهذا انذار ربما يكون من الشدائد والفتن التي تأتي حتى يهمل الناس فيها مواشيهم وتتمكن منها السباع بلا مانع . وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى [2] يوم السبع عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون فيه بلهوهم ولعبهم وأكلهم فيجيء الذئب فيأخذها وليس هو بالسبع الذي يفترس الناس . قال : وأملاه أبو عامر العبدي الحافظ بضم الباء وكان من العلم والاتقان بمكان . وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال [3] : « كانت امرأتان معهما ابناهما إذ جاء الذئب فذهب بابن أحداهما ، فقالت هذه لصاحبتها : إنما ذهب بابنك أنت وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك ، فتحاكما إلى داود عليه الصلاة والسلام فقضى به للكبرى ، فخرجتا على سليمان فأخبرتاه بذلك فقال سليمان عليه الصلاة والسلام : ائتوني بالسكين أشقه بينكما نصفين فقالت الصغرى : لا ويرحمك اللَّه هو ابنها فقضى به للصغرى » . قال أبو هريرة



[1] رواه البخاري في الأنبياء : 54 وفضائل الصحابة : 5 - 6 . وغير كما تقدم .
[2] معمر بن المثنى التيمي بالولاء ، أبو عبيدة النحوي اللغوي الأديب . له نحو من مئتي مصنف . مات سنة 209 ه - . ويقال إنه كان إباضيا معتزليا شعوبيا .
[3] رواه البخاري في الفرائض : 30 ، والحرث : 4 ، والأنبياء : 40 ، ورواه مسلم في المساجد : 33 ، والأقضية : 20 ، وأبو داود في الصلاة : 167 ، والنسائي في السهو : 20 . وابن ماجه في الصيد : 14 ، وابن حنبل : 2 - 322 .

502

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 502
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست