responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 448


إلى المزدلفة ، ثم أردف الفضل بن العباس رضي اللَّه تعالى عنهما ، من مزدلفة إلى منى ، وأنه صلى اللَّه عليه وسلم أردف معاذا رضي اللَّه تعالى عنه على الرحل ، وأردفه على حمار يقال له عفير وأمر صلى اللَّه عليه وسلم عبد الرحمن ابن أبي بكر رضي اللَّه تعالى عنهما ، أن يعتمر بأخته عائشة رضي اللَّه تعالى عنها من التنعيم ، فأدرفها وراءه على راحلته ، وأردف صلى اللَّه عليه وسلم صفية أم المؤمنين رضي اللَّه تعالى عنها وراءه ، حين تزوجها بخيبر « وإذا أردف صاحب الدابة ، فهو أحق بصدرها ويكون الرديف وراءه إلا أن يرضى صاحبها بتقديمه لجلالته أو غير ذلك . وأفاد الحافظ ابن منده أن الذين أردفهم النبي صلى اللَّه عليه وسلم ثلاثة وثلاثون نفسا ، ولم يذكر فيهم عقبة بن عامر الجهني رضي اللَّه تعالى عنه ، ولم يذكر أحد من علماء الحديث والسير أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أردفه . وروى الطبراني عن جابر رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم » نهى أن يركب ثلاثة على دابة [1] » .
فرع :
قال أصحابنا ما ليس مأكولا من الدواب والطيور ، إن كان فيه مضرة متمحضة ، استحب قتله للمحرم وغيره كالفواسق الخمس والذئب والأسد والنمر والنسر والحدأة والبرغوث والقمل والزنبور والبق والقراد وأشباهها . فإن كان فيه منفعة ومضرة كالفهد والكلب المعلم والعقاب والبازي والصقر ونحوها فلا يستحب قتله لما فيه من المنفعة ، ولا يكره لما فيه من الضرر ، وهو الصيال على حمام الناس . والعقر وإن لم يكن فيه نفع ولا ضرر كالخنافسس والدود والجعلان والسرطان والبغاث والرخمة والعظاءة واللجا والذباب وأشباهها ، فيكره قتله ولا يحرم ، على ما قطع به الجمهور وحكى الإمام وجها شاذا أنه يحرم قتل الطيور دون الحشرات لأنه عبث بلا حاجة .
وأما دابة الأرض التي ذكرها اللَّه تعالى في سورة سبأ . فهي الأرضة ، وقيل سوسة الخشب قال اللَّه تعالى : * ( فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْه الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِه إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَه ) * [2] السبب في ذلك أن سليمان عليه السلام ، كان قد أمر الجن ببناء صرح ، فبنوه له ، ودخله مختفيا ليصفو له يوم واحد من الدهر عن الكدر ، فدخل عليه شاب فقال له : كيف دخلت من غير استئذان ؟ فقال له إنما دخلت بإذن . قال : ومن أذن لك ؟ قال : رب هذا الصرح ! فعلم سليمان أنه ملك الموت ، أتى ليقبض روحه . فقال : سبحان اللَّه ، هذا اليوم الذي طلبت فيه الصفاء .
فقال له : طلبت ما لم يخلق . فاستوثق من الاتكاء على العصا . وقد كانت بيت المقدس بقي من تمام بنائه سنة ، فسأل اللَّه تعالى تمامها على يد الإنس والجن . وكان يخلو بنفسه الشهرين والثلاثة فكانوا يقولون إنه يتحنث أي يعبد ربه ، فقبض روحه ، وكانت الجن تدعي علم الغيب ، فلما قبض ، بقيت الجن تعمل على عادتها ، وقيل : إن ملك الموت أعلمه أنه بقي من عمره ساعة فدعا الجن فبنوا له الصرح ، وقام يصلي متكئا على عصاه ، فمات وهو متكىء عليها وكانت الشياطين تجتمع حول محرابه فلا ينظر أحد منهم إليه في صلاته إلا احترق ، فمر واحد منهم فلم يسمع صوته ، ثم رجع فسلم فلم يسمع له كلاما ، فنظر فإذا هو قد خر ميتا ، فعلمت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين سنة . وكان عمره عليه السلام ثلاثا وخمسين سنة . والمنسأة العصا ،



[1] البخاري لباس : 99 . ومسلم فضائل : 66 .
[2] سورة سبأ : الآية 14 .

448

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست