responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 415


عن عمر وعثمان رضي اللَّه تعالى عنهما أن فيها الدية ، وبه قال عبد الملك بن مروان والزهري وقتادة ومالك والليث والإمام أحمد وإسحاق بن راهويه انتهى . قال البطليوسي :
الخفاش له أربعة أسماء : خفاش وخشاف وخطاف ووطواط ، وتسميته خفاشا يحتمل أن تكون مأخوذة من الخفش والأخفش في اللغة نوعان : ضعيف البصر خلقه ، والثاني لعلة حدثت وهو الذي يبصر بالليل دون النهار وفي يوم الغيم دون يوم الصحو انتهى . وذكر الجاحظ أن إسم الخفاش يقع على سائر طير الليل ، فكأنه راعي العموم ، وكون الوطواط هو الخفاش هو الذي ذكره ابن قتيبة وأبو حاتم في كتاب الطير الكبير . وما ذكره البطليوسي من أن الخفاش هو الخطاف فيه نظر ، والحق أنهما صنفان وهو الوطواط . وقال قوم :
الخفاش الصغير والوطواط الكبير وهو لا يبصر في ضوء القمر ولا في ضوء النهار غير قوي البصر قليل شعاع العين كما قال الشاعر :
< شعر > مثل النهار يزيد أبصار الورى نورا ويعمي أعين الخفاش < / شعر > ولما كان لا يبصر نهارا التمس الوقت الذي لا يكون فيه ظلمة ولا ضوء وهو قريب غروب الشمس لأنه وقت هيجان البعوض ، فإن البعوض يخرج ذلك الوقت يطلب قوته ، وهو دماء الحيوان ، والخفاش يخرج طالبا للطعم فيقع طالب رزق على طالب رزق فسبحان الحكيم .
والخفاش ليس هو من الطير في شيء فإنه ذو أذنين وأسنان وخصيتين ومنقار ويحيض ويطهر ، ويضحك كما يضحك الإنسان ، ويبول كما تبول ذوات الأربع ويرضع ولده ولا ريش له . قال :
بعض المفسرين : لما كان الخفاش هو الذي خلقه عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام بإذن اللَّه تعالى كان مباينا لصنعة الخالق . ولهذا سائر الطيور تقهره وتبغضه فما كان منها يأكل اللحم أكله وما لا يأكل اللحم قتله ، فلذلك لا يطير إلا ليلا . وقيل لم يخلق عيسى غيره لأنه أكمل الطير خلقا . وهو أبلغ في القدوة لأن له ثديا وآذانا وأسنانا ويحيض كما تحيض المرأة . قال وهب بن منبه :
كان يطير ما دام الناس ينظرون إليه فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتا ليتميز فعل الخلق من فعل الخالق ، وليعلم أن الكمال لله تعالى . وقيل : إنما طلبوا خلق الخفاش لأنه من أعجب الطير خلقية ، إذ هو لحم ودم يطير بغير ريش وهو شديد الطيران سريع التقلب ، يقتات البعوض والذباب ، وبعض الفواكه وهو مع ذلك موصوف بطول العمر فيقال : إنه أطول عمرا من النسر ومن حمار الوحش ، وتلد انثاه ما بين ثلاثة أفراخ وسبعة ، وكثيرا ما يسفد وهو طائر في الهواء وليس في الحيوان ما يحمل ولده غيره والقرد والإنسان ، ويحمله تحت جناحه وربما قبض عليه بفيه وذلك من حنوه وإشفاقه عليه ، وربما أرضعت الأنثى ولدها وهي طائرة وفي طبعه إنه متى أصابه ورق الدلب خدر ولم يطر ، ويوصف بالحمق ، ومن ذلك أنه إذا قيل له : اطرق كرى ، الصق بالأرض .
الحكم :
يحرم أكله لما رواه أبو الحويرث مرسلا أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم نهى عن قتله ، وقيل : إنه لما خرب بيت المقدس ، قال : رب سلطني على البحر حتى أغرقهم ، وسئل عنه الإمام أحمد فقال :
ومن يأكله ؟ قال النخعي : كل الطير حلال إلا الخفاش . قال الروياني : وقد حكينا في الحج خلاف هذا فيحتمل قولين ، وعبارة الشرح والروضة يحرم الخفاش قطعا . وقد يجري فيه الخلاف مع

415

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست