responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 340


* ( وغَضِبَ عَلَيْه وجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ والْخَنازِيرَ وعَبَدَ الطَّاغُوتَ ) * [1] الآية . وهذا الحديث صريح في تحريم مسابقة الإمام بالركوع والسجود ، وغيرهما من أركان الصلاة . وبه صرح البغوي والمتولي وصححه النووي ، في شرح المهذب . وهو ظاهرا يراد الكفاية . وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال : « إذا سمعتم نهاق الحمير فتعوذ باللَّه من الشيطان فإنها رأت شيطانا ، وإذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا اللَّه من فضله فإنها رأت ملكا » [2] . وسيأتي في باب الدال المهملة إن شاء اللَّه تعالى .
غريبة :
رأيت في كتاب النصائح لابن ظفر قال : دخلت ثغرا من ثغور الأندلس فألفيت به شابا متفقها من أهل قرطبة فآنسني بحديثه وذاكرني طرفا من العلم ثم إني دعوت فقلت : يا من قال واسألوا اللَّه من فضله . فقال : ألا أحدثك عن هذه الآية بعجب ؟ قلت : بلى . فحدثني عن بعض سلفه أنه قال : قدم علينا من طليطلة راهبان ، كانا عظيمي القدر بها ، وكانا يعرفان اللسان العربي ، فأظهرا الإسلام وتعلما القرآن والفقه ، فظن الناس بهما الظنون . قال : فضممتهما إلى وقمت بأمرهما ، وتجسست عليهما فإذا هما على بصيرة من أمرهما ، وكانا شيخين فقلما لبث أحدهما حتى توفي . وأقام الآخر أعواما ثم مرض ، فقلت له يوما : ما سبب إسلامكما ؟ فكره مسألتي فرفقت به فقال : إن أسيرا من أهل القرآن ، كان يخدم كنيسة نحن في صومعة منها ، فاختصصنا به لخدمتنا ، وطالت صحبته لنا ، حتى فقهنا اللسان العربي ، وحفظنا آيات كثيرة من القرآن ، لكثرة تلاوته له ، فقرأ يوما : * ( وسْئَلُوا الله مِنْ فَضْلِه ) * [3] فقلت لصاحبي ، وكان أشد مني رأيا وأحسن فهما : أما تسمع دعاوى هذه الآية ؟ فزجرني . ثم إن الأسير قرأ يوما : * ( وقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) * [4] فقلت لصاحبي : هذه أشد من تلك . فقال : ما أحسب الأمر إلا على ما يقولون . وما بشر عيسى إلا بصاحبهم . قال : واتفق يوما أني غصصت بلقمة ، والأسير قائم علينا ، يسقينا الخمر على طعامنا ، فأخذت الكأس منه فلم أنتفع بها فقلت في نفسي : يا رب إن محمدا قال عنك إنك قلت : * ( وسْئَلُوا الله مِنْ فَضْلِه ) * [5] وإنك قلت : * ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) * فإن كان صادقا فاسقني فإذا صخرة يتفجر منها الماء فبادرت فشربت منه ، فلما قضيت حاجتي انقطع وورائي ذلك الأسير فشك في الإسلام ورغبت أنا فيه وأطلعت صاحبي على أمري ، فأسلمنا معا . وغدا علينا الأسير يرغب في أن نعمده وننصره فانتهرناه وصرفناه عن خدمتنا . ثم إنه فارق دينه وتنصر فحرنا في أمرنا ، ولم نهتد لوجه الخلاص . فقال صاحبي : وكان أشد مني رأيا : لم لا ندعو بتلك الدعوة ؟ فدعونا بها في التماس الفرج ، ونمنا القائلة ، فأريت في المنام أن ثلاثة أشخاص نورانية ، دخلوا معبدنا ، فأشاروا إلى صور فيه فانمحت ، وأتوا بكرسي فنصبوه ، ثم أتى جماعة مثلهم في النور والبهجة ، وبينهم رجل ما رأيت أحسن خلقا منه ، فجلس على الكرسي ، فقمت إليه فقلت له : أنت السيد المسيح ؟ فقال : لا بل أنا أخوه أحمد ، أسلم فأسلمت ، ثم قلت : يا رسول اللَّه كيف لنا بالخروج إلى بلاد أمتك ؟ فقال لشخص قائم بين



[1] سورة المائدة : الآية 60 .
[2] رواه البخاري في بدء الخلق : 15 ، ومسلم في الذكر : 82 . والترمذي دعوات : 56 ، وأحمد : 2 - 306 .
[3] سورة النساء : الآية 32 .
[4] سورة غافر : الآية 60 .
[5] سورة النساء : الآية 32 .

340

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست