responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 160


وقال مالك والليث والاوزاعي ويحيى بن سعيد لا يحرم من الطير شيء واحتجوا بعموم الآيات المبيحة ، ولم يثبت عند مالك حديث النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع ، فكان على الإباحة . قال الأبهري [1] : ليس في ذي المخلب عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم نهي صحيح . وقال غيره : لم يثبت حديث النهي عن أكل كل ذي مخلب من الطير لأن ميمون بن مهران رواه عن ابن عباس وسقط بينهما سعيد بن جبير ، فصار هذا علة تحطه عن رتبة الصحيح . وقال إمامنا الشافعي رضي اللَّه تعالى عنه : يكره للمحرم استصحاب البازي ، وكل صائد من كلب وغيره لأنه ينفر الصيد وربما انفلت فقتل صيدا ، فإن حمله فأرسله على صيد فلم يقتله ولم يؤذه فلا جزاء عليه ، لكن يأثم كما لو رماه بسهم فأخطأه فإنه يأثم بالرمي لقصده الحرام . ولا ضمان لعدم الإتلاف قال : وما فيه مضرة ومنفعة لا يستحب قتله لما فيه من المنفعة ولا يكره لعدوانه على الناس كالبازي والفهد والصقر والعقاب ، ونحوها . ويصح بيع البازي وإجارته بلا خلاف لأنه طاهر منتفع به روى الترمذي عن عدي بن حاتم رضي اللَّه تعالى عنه قال : سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عن صيد البازي فقال [2] : « ما أمسك عليك فكل » .
الأمثال : قالت [3] العرب : « وهل ينهض البازي بغير جناح » . يضرب في الحث على التعاون والوفاق قال الشاعر [4] :
< شعر > أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح وان ابن عم المرء فاعلم جناحه وهل ينهض البازي بغير جناح < / شعر > ومن ملح أمثال أبي أيوب سليمان بن أبي مجالد قال خالد بن يزيد الأرقط : بينما أبو أيوب في أمره ونهيه إذ طلبه المنصور فاصفر وارتعد ، فلما خرج من عنده تراجع لونه وكان ذلك دأبه ، كلما طلبه ، فقيل له : إنا نراك مع كثرة دخولك إلى أمير المؤمنين وأنسه بك تتغير إذا دخلت عليه ؟
فضرب لذلك مثلا فقال : زعموا أن بازيا وديكا تناظرا فقال البازي للديك : ما أعرف أقل وفاء منك ! فقال : وكيف ؟ قال : لأنك تؤخذ بيضة فيحضنك أهلك ، وتخرج على أيديهم فيطعمونك بأكفهم ، حتى إذا كبرت صرت لا يدنو منك أحد إلا طرت ههنا وههنا وصحت ، وإن علوت حائط دار ، كنت فيها سنين طرت وتركتها وصرت إلى غيرها ، وأنا أؤخذ من الجبال ، وقد كبر سني فأطعم الشيء القليل ، وأونس يوما أو يومين ثم أطلق ، على الصيد فأطير وحدي ، فآخذه وأجيء به إلى صاحبي ، فقال له الديك : ذهبت عنك الحجة ، أما لو رأيت بازيين في سفود ما عدت إليهم أبدا ، وأنا كل يوم ووقت أرى السفافيد مملوأة ديوكا ، وأقيم معهم فأنا أو في منك لو كنت مثلك ، وأنتم لو عرفتم من المنصور ما أعرف ، لكنتم أسوأ حالا مني عند طلبه إياكم ، ثم إنه قتله في سنة



[1] الأبهري : هو المفضل بن عمر بن المفضّل الأبهري السمرقندي ، نطقي اشتغل بالحكمة والطبيعيات والفلك . توفي سنة 663 ه - .
[2] رواه الترمذي في الصيد : 3 . والموطأ في الصيد : 8 .
[3] المستقصى : 2 / 392 .
[4] البيت لمسكين الدارمي . العقد الفريد : 2 / 304 .

160

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست