responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 106


واعلم أن مناقب عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه ، كثيرة جدا . فمن أراد معرفة ذلك فعليه بسيرة العمرين والحلية ، وغيرهما . وكان مرضه رضي اللَّه تعالى عنه ، بدير سمعان من أرض حمص ، ولما احتضر قال : اجلسوني فاجلسوه فقال : إلهي أنا الذي أمرتني فقصرت ، ونهيتني فعصيت ، ولكن لا إله إلا اللَّه . وتوفي رضي اللَّه تعالى عنه ، لخمس وقيل لست مضين وقيل لعشر بقين من رجب الفرد سنة إحدى ومائة وهو ابن تسع وثلاثين سنة وأشهر ، وقيل وهو ابن أربعين سنة .
وكان رضي اللَّه تعالى عنه ، أبيض مليحا جميلا مهيبا ، نحيف الجسم حسن اللحية ، بجبهته شجة من حافر فرس ضربه وهو صغير وكان إليه المنتهى ، في العلم والفضل ، والشرف والورع ، والتألف ونشر العدل . جدّد اللَّه تعالى به للأمة دينها وسار فيها بسيرة جده لأمه عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه . وكانت دولته في طول مدة أبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنهم أجمعين . وقبره رضي اللَّه تعالى عنه ، بدير سمعان ظاهر يزار . قال الشافعي رضي اللَّه تعالى عنه : الخلفاء الراشدون خمسة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنهم أجمعين .
وذكر الحافظ ابن عساكر أنه لما وضع في قبره بدير سمعان هبت ريح شديدة فسقطت منها صحيفة مكتوبة بأحسن خط : بسم اللَّه الرّحمن الرحيم براءة من اللَّه العزيز الجبار لعمر بن عبد العزيز من النار . فأخذوها ووضعوها في أكفانه وكانت خلافته رضي اللَّه تعالى عنه سنتين وخمسة أشهر .
خلافة يزيد بن عبد الملك ثم قام بالأمر بعده يزيد بن عبد الملك بن مروان . بويع له بالخلافة يوم مات ابن عمه عمر بن عبد العزيز ، بعهد له من أخيه سليمان في ذلك . ولما ولي قال : خذوا بسيرة عمر بن عبد العزيز ، فساروا بسيرته أربعين يوما ، فدخل عليه أربعون رجلا من مشايخ دمشق ، وحلفوا له أنه ليس على الخلفاء حساب ولا عقاب في الآخرة ، وخدعوه بذلك ، فانخدع لهم . وكان طائفة من جهال الشاميين يعتقدون ذلك . وكان أبيض جسيما مليح الوجه ، وقال بعض المؤرخون : إن يزيد هذا هو المعروف بالفاسق وهو غلط وإنما الفاسق ولده الوليد كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى . وذكر الحافظ ابن عساكر رحمه اللَّه وغيره ، أن يزيد بن عبد الملك كان قد اشترى في أيام أخيه سليمان جارية من عثمان بن سهيل بن حنيف بأربعة آلاف دينار ، وكان إسمها حبّابة بتشديد الباء الموحدة ، وأحبها حبا شديدا ، فبلغ أخاه سليمان ذلك ، فقال : هممت أحجر على يزيد ، فبلغ ذلك يزيد فباعها خوفا من أخيه سليمان . فلما أفضت الخلافة إليه قالت له زوجته : يا أمير المؤمنين هل بقي في نفسك من الدنيا شيء ؟ قال : نعم . قالت : وما هو ؟ قال : حبابة . فاشترتها له ، وهو لا يعلم ، وزينتها وأجلستها من وراء ستر لها ، ثم قالت : يا أمير المؤمنين هل بقي في نفسك من الدنيا شيء ؟ قال : أو ما أعلمتك إنها حبابة . فرفعت الستر ، وقالت : ها أنت وحبابة ، وتركته وإياها ، فحظيت عنده ، وغلبت على عقله ، ولم ينتفع به في الخلافة وإنه قال يوما : إن بعض الناس يقولون أنه لن يصفو لأحد من الملوك يوم كامل من الدهر ، وإني أريد أن أكذبهم في ذلك .

106

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست