ويؤيد ذلك ، بل يدل عليه : أن أذان بلال كان يصل إلى جميع أهل المدينة ، وكذلك أذان أبي محذورة ولم يكن يؤذن في المدينة كلها إلا رجل واحد . وكان الناس يسمعون الأذان فيحضرون للصلاة مع رسول الله « صلى الله عليه وآله » من جميع الأنحاء . ولم يكن يسمح بتخلف أحد ، حتى إن جماعة تخلفوا عن الجماعة فهددهم رسول الله « صلى الله عليه وآله » بالإحراق . . وكان المسجد يحوي جميع أهل المدينة ، وكانت مساحته مئة ذراع في مئة ، ولو أضيف إليه بعض الفسحات المتصلة به ، فإن ذلك لا يغير هذه النتيجة ، لا سيما مع احتفاف المسجد بالبيوت . فإذا كان البريد حوالي اثنين وعشرين كيلومتراً قد جعل حريماً لقرية صغيرة جداً لا يبلغ طولها بضع مئات من الأمتار ، فمعنى ذلك : أن الجو سيصبح في غاية اللطافة بسبب امتلاء هذه المساحات الشاسعة بالأشجار ، التي ستساهم في تنقية الهواء ، وفي اجتذاب الطيور ، التي كان « صلى الله عليه وآله » يحافظ عليها ، ويمنع من الإلحاح في صيدها ، حين يرى أن بعض أنواعها يتعرض لخطر الإنقراض . . هذا عدا عن أنه يغني الجو بالأوكسجين . . الذي سينعش الحياة في ذلك المحيط ، ويعطي الأمان والسلامة . .