فقلت في نفسي : لأي معنى هذا ؟ ! فأقبل عليَّ ، فقال : معنى هذا أنها محدثة مبتدعة ، لم يبنها نبي ولا حجة [1] . فقد دلت هذه الرواية المباركة على ما يلي : 1 - إن الإمام « عليه السلام » قد عرف ما يدور في خلد أبي هاشم الجعفري ، وأجابه « عليه السلام » عليه قبل أن يتفوه به . 2 - إن كل ما يحدثه الناس من أمور مبتدعة يتوهم أنها مطلوبة في الشريعة ، ولم تكن كذلك لا بد من إزالته . 3 - إن المقاصير التي صنعها الخلفاء في المساجد ، ليصلوا فيها ، ظناً منهم أنها تحميهم من أعدائهم ليست مرضية للشارع الحكيم . . لا سيما مع ما فيها من إيحاء سلبي للناس بضعف السلطة عن حماية نفسها ، فهل تقدر على حماية شعبها ؟ ! 4 - إن إعلاء المآذن أكثر مما كان على عهد رسول الله « صلى الله عليه وآله » يخالف رغبة الشارع ، ولا بد من إزالته . . سواء كانت مشرفة على منازل الناس ، أم لم تكن . 5 - يضاف إلى ما تقدم : أنه قد روي : أن عمر كان أول من أطال المآذن [2] ، ثم تبعه
[1] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 437 والغيبة للطوسي ص 131 و 133 وبحار الأنوار ج 50 ص 250 وج 80 ص 376 وج 52 ص 323 وإعلام الورى ص 355 و ( ط مؤسسة آل البيت ) ج 2 ص 142 وكشف الغمة ج 3 ص 296 و ( ط دار الأضواء ) ج 3 ص 215 . [2] بحار الأنوار ج 80 ص 376 .