5 - وقد تقدم : لزوم أن تكون الأرض سهلاً مستوياً يستقر عليها ساكنوها ، كما دل عليه قول علي « عليه السلام » : « سهلاً وقراراً » [1] . وقال تعالى : * ( ذَاتِ قَرَارٍ ) * [2] . 6 - أن يكون هذا السهل فوق ربوة يسهل الوصول إليها ، فلا يكون جبلاً مرتفعاً ، شاهقاً وصعباً ، فقد ذمّ الله تعالى البناء في مثله ، فقال : * ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ) * [3] ، فإن الريع هو الجبل المرتفع . ولا يكون منخفضاً من الأرض ، بحيث تجتمع فيه المياه وتَأسَن ، ويصعب التخلص منها وإبعادها ، فتسبب الأمراض والأوبئة . والربوة ليست جبلاً ، بل هي مرتفع من الأرض ، تنحسر عنه مياه الأمطار ، ويسهل فيه التخلص من المياه الآسنة ، ومياه الصرف الصحي . كما أن الربوة أكثر ملاءمةً لشرائط سلامة البيئة ، حيث تضربها الرياح من جميع جهاتها . . ولأجل هذا أو سواه قال تعالى حكاية عن مريم وعيسى : * ( وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ) * [4] . يضاف إلى ذلك : أن ارتفاعها هذا يعطي أن الطبقة الصخرية ليست
[1] نهج البلاغة ، الخطبة القاصعة . [2] الآية 50 من سورة المؤمنون . [3] الآية 128 من سورة الشعراء . [4] الآية 50 من سورة المؤمنون .