من صفين قال : « وأن لا يبيع من أولاد نخل هذه القرى ودية ، حتى تشكل أرضها غراساً » [1] . فقد دل هذا النص على ما يلي : أولاً : إن بعض الناس كان يبيع صغار النخل إلى الآخرين طلباً للفائدة بثمنه . ثانياً : هو يبين مستوى مطلوبية التشجير ، ليصل إلى حد أن تمتلئ الأرض بالشجر حتى لا يبقى فيها طريقة واضحة ، أو حتى لا يبقى فرصة لتمييز الأرض عن الشجر ، بل يخيل للناظر أن كل ما يراه شجر . 17 - أن تكون الأشجار والرياض ، والحدائق ذات بهجة ، قال تعالى : * ( حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ) * [2] . قالوا : البهجة في النبات : النضارة . وقالوا أيضاً : البهجة : حسن لون الشيء ونضارته . وهذا يشير إلى مطلوبية أن تكون الحدائق ذات نبات طري نضير بهيج ، زاهي الألوان ، أو فقل : حسن الألوان . فلا يكون النبات قد اصفرّ وتغير ، ولا تكون الأشجار قد هرمت وشاخت ، وبهت لونها ، وظهر عليها
[1] نهج البلاغة ( بشرح عبده ) ج 3 ص 22 الرسالة رقم 24 وبحار الأنوار ج 42 ص 255 . [2] الآية 60 من سورة النمل .