الحنفي والطين ، فإنه أضبطكم للطين » [1] . فليس المطلوب إعطاء الاعتمادات للمنشآت ، وتنفيذ المشاريع العمرانية وغيرها لمن يعطي الثمن الأقل ، بل المطلوب هو تفويض العمل لمن يحسن العمل ويتقنه ، ومن له الخبرة العالية فيه . يضاف إلى ذلك : أنه « صلى الله عليه وآله » قال عن ذلك الرجل : فإنه أضبطكم للطين ، فدل بذلك على أنه « صلى الله عليه وآله » قد لاحظ أموراً : أحدها : سيطرة ذلك الرجل على العمل الذي تولاه . . فإن الضبط متفرع على السيطرة . الثاني : قوته التي أعطته من هذه السيطرة . . الثالث : حذقه ، ومهارته في عمله ، الذي يعني حسن اختياره في تحديد مقادير الحصص التي يريد أن يستفيد منها ، والتوازن بين كمية المياه وسائر العناصر ، ومزجها بالطريقة المناسبة . عناصر تدخل في التكوين العام : إن من يريد أن يخطط لمدينة بعينها ، لا بد أن يطبعها بطابع السياسات التي يريد أن ينتهجها تجاه الناس ، والأهداف التي يريد أن يوصلهم إليها ، ولذلك نجيز لأنفسنا أن نبادر هنا إلى القول :
[1] راجع : التراتيب الإدارية ج 2 ص 83 عن ابن حبان ، ومجمع الزوائد ج 2 ص 9 وفتح الباري ج 1 ص 452 والمعجم الكبير ج 8 ص 335 والكامل لابن عدي ج 1 ص 352 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج 10 ص 90 .