يتناسب في سعته مع وضع البلد الاقتصادي , و تعداد سكانه , و تقدير مدي ما يحتاجوه من مساحات لهذا الغرض . وقد يقال : إن ما تقدم من أن علياً « عليه السلام » كان لا يأخذ على بيوت السوق كراء ، يدل على أن السوق كان فيه بناء أيضاً . . إلا إن كان المقصود بالبيوت هو الخيم ، التي يستظل بها الباعة . وربما كان الموضع يقسّم إلى قطع تحاط بحاجز ، أو لعل هذه الخيم كانت في قسم من السوق ، ولم تكن في جميعه . وكان في القسم الآخر بيوت ، فكان لا يأخذ كراء على قسم الخيم ، لكن الناس كانوا يتوقعون أن يؤخذ منهم كراء في قسم البيوت . . ولكن ذلك لا يلائم ما يزعمونه : من أن معاوية أول من بنى في السوق كما تقدم ، وكان زياد ابن أبيه أول من أخذ على السوق أجراً [1] . إلا إذا كان المراد : أن معاوية قد بنى جميع أقسام السوق ، ومما يؤكد صحة ما استظهرناه قول الطبري : إن الأسواق في الكوفة كانت في غير بنيان ولا أعلام [2] . . إن كان يقصد ذلك القسم الذي فيه الخيم . وقال اليعقوبي : إنهم في البداية وضعوا الحصر عليها ، واستمر ذلك إلى زمن خالد القسري [3] .
[1] عن المصنف لابن شيبة ج 14 ص 71 . [2] الأصناف في العصر العباسي ص 79 عن تاريخ الأمم والملوك ج 4 ص 45 . [3] البلدان ص 311 والأصناف في العصر العباسي ص 79 عنه .