وسددتم كل كوة ، وقلعتم كل ميزاب ، وطمستم كل بالوعة على الطريق ، فإن هذا كله في طريق المسلمين ، وفيه أذى لهم . فقالوا : نفعل . ومضى وتركهم ، ففعلوا ذلك كله إلخ . . » [1] . وكان مجلسهم الذي أمر بهدمه منظراً ، وروشناً مشرف . وميزاب يصب إلى طريق المسلمين [2] . ونلاحظ : أن شيوخ ثقيف يرون أن الشباب يَمنع من الاعتضاد بالمسؤولية ، ويفسح المجال لغض النظر عن المخالفات التي تصدر ، ويسمح للآباء بغض النظر عما يتظاهر به أبناؤهم من طيش ورعونة . . وإذ بعلي « عليه السلام » يفهمهم أن هذا المنطق ساقط عن الاعتبار ، ويحملهم هم المسؤولية عما يفعله أولئك الشباب ، لأن هذه النظرة بمثابة إعلان سماح لأولئك الشباب بالتمادي في الخروج عن حدود الأدب والشرع ، ولذلك لم يعفهم « عليه السلام » من هدم تلك المواقع التي تؤسس لإفساد الأبناء بسبب سذاجة آبائهم .
[1] الخرائج والجرائج ج 1 ص 230 و 231 وبحار الأنوار ج 101 ص 254 وج 41 ص 237 و 205 والهداية الكبرى ص 150 واليقين في إمرة أمير المؤمنين ص 154 و 153 . [2] الهداية الكبرى ص 150 .