المسجد إلى المصلى عشرة أذرع . وما ورد من الأمر بجعل الطريق سبعة أذرع [1] ، فإنما هو في الطرق العادية للمشاة في بلد صغير ، لا يتجاوز طوله ألف متر بعرض ألف . . ولا يزيد عدد سكانه على بضعة آلاف . أما إذا زاد عدد السكان ، وأصبح يعد بمئات الألوف ، أو بالملايين ، فإن طريق المشاة حينئذٍ قد يجب أن يكون عرضه ثلاثين متراً ، فما بالك بطريق أصحاب السيارات ، وركاب الحافلات الكبيرة ؟ ! والخلاصة : إن المدينة كانت في عهد رسول الله « صلى الله عليه وآله » بمثابة قرية ، لا يزيد عدد سكانها على بضعة آلاف ، قد لا تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة ، مع اعتياد الناس آنئذٍ على المسير في تنقلاتهم على الأقدام ، وإنما يركبون الإبل أو الخيل وغيرها في أسفارهم البعيدة ، أو في تنقلاتهم إلى بساتينهم خارج المدينة . وقد رووا لنا : 1 - أن الطرق التي رسمها « صلى الله عليه وآله » للمدينة كانت واسعة فقد كان عرض الطريق الذي يصل مسجد النبي « صلى الله عليه وآله » بمصلى العيد عشرة أذرع [2] ، أي حوالي خمسة أمتار .
[1] المصنف لابن أبي شيبة ج 7 ص 255 ونوادر الراوندي ص 40 وبحار الأنوار ج 101 ص 255 عنه . [2] وفاء الوفاء ( ط بيروت سنة 1971 م ) ج 2 ص 725 و 732 و 735 .