ولكن ذلك لا يعني إسقاط احتمال أن يكون المراد بالبناء عليها هو البناء المتعارف لأجل السكنى أو لأغراض أخرى كالتجارة أو نحوها . ومع غض النظر عن هذا وذاك ، قد يقال : إن البناء على القبور غير حميد ، فإن أهل القبور إن كانوا من أهل النار ، فتكون البقعة مأوى الشياطين والأبالسة ، ولا يحسن المقام في موضع هذا حاله . . بل المندوب إليه والمرغوب هو اختيار مواضع البركة والخير . . وإن كان أهل القبور من الصالحين ، فلا ينبغي السكنى في ذلك الموضع احتراماً لهم من جهة ، ولكي لا تتأذى الملائكة بسبب ما يصدر من الساكنين من أفعال وممارسات ليست في صراط الخير . . فضلاً عن أنهم يكونون في كثير من الأحيان منشغلين بدنياهم ، لاهين عن آخرتهم . فتلخص : أن الأرجح هو تجنب السكنى والنزول في المواضع التالية : 1 - على ظهر الطريق . 2 - في بطون الأودية . 3 - على القبور . بعد إعادة النظر ، والتدقيق فيما أشرنا إليه . . تنظيم السير : ونجد في النصوص أيضاً : ما يدلنا على ضرورة الالتزام بنظام سير بعينه ، وأن من خالفه يتحمل تبعات مخالفته هذه . .