لم يستحدث الطرق وإنما عمر منها ما كان يحتاج إلى تعمير . توفير الحاجات للسالكين : ولم يكتف الإسلام بالتعمير ، والإعداد ، والتسهيل ، بل دلنا أيضاً على مطلوبية توفير الحاجات الضرورية للسالكين ، بحسب وسائل نقلهم ، ولا سيما في الطرق الممتدة إلى مسافات بعيدة . فقد كان يتعسر على السالكين في الأزمنة الغابرة حمل الماء معهم ، فكان لا بد من توفيره لهم في تلك المسالك لكي لا يقعوا في المهالك . . ولأجل ذلك نلاحظ : أن علياً « عليه السلام » قد بادر إلى حفر الآبار في طريق مكة والكوفة . . وأخرج « عليه السلام » مئة عين نابعة ، جعلها للحجيج ، قال ابن شهرآشوب : وهو باق إلى يومنا هذا [1] . وهذا يدعونا إلى اتخاذ إجراءات كفيلة بتوفير الحاجات الضرورية للناس في تنقلاتهم في داخل المدن وخارجها ، وملاحظة حالهم فيما يرتبط بالوسائل التي يستفيدون منها ، ولا سيما فيما يختص بسلامتهم ، وضمان عدم تعرضهم لأي مكروه . فلأصحاب السيارات حاجات فيما يرتبط بإصلاحها ، أو توفير الوقود لها ، وما شاكل . كما أن للذين يسافرون على الدواب حاجات أخرى ، فلا