صدّقه ، وقبل ما دعاه إليه وأتاه به ، من كتاب يكتب في جلد اثنى [1] عشر ألف بقرة ، حفرا في الجلود ، ونقشا بالذهب . وصيّر بشتاسف ذلك بإصطخر ووكّل به الهرابذة [2] ، ومنع تعليمه العامة ، وبنى ببلاد الهند بيوتا للنيران ، وتنسّك واشتغل بالعبادة . وهادن خرزاسف بن كي سواسف ابن أخي فراسياب وملك الترك على ضرب من الصلح . وفي شريطة الصلح أن يكون [ بباب ] [3] خرزاسف دابّة موقوفة في منزلة الدواب التي تكون على أبواب الملوك ، فأشار زردشت على بشتاسف ، بنقض الهدنة [4] ، ومفاسدة ملك الترك . فقبل منه ، وبعث إلى الدابّة ، والموكّل بها ، أن ينصرف ، وأظهر الغدر . فغضب خرزاسف ، وكتب إليه كتابا غليظا ، وأمره بتوجيه زردشت إليه ، وأقسم - إن امتنع - أن يغزوه حتى يسفك دمه ودماء أهل بيته . فلما ورد الرسول بالكتاب ، كتب كتابا أغلظ منه [ 55 ] جوابا عن كتابه ، وآذنه
[1] . في الأصل : اثنتي . وهو خطأ . في الطبري : في موضع من إصطخر يقال له : دربيشت ( 2 : 676 ) . إنّ كور فارس خمسة ، أكبرها وأصلها كورة إصطخر ( مع ) . [2] . جمع هربذ هيربد . بالأفستائية : Aethrapaiti : المعلم ( الجزء الأول بمعنى التعليم ، والجزء الثاني لاحقة تفيد معنى الاتصاف والملكية . ) واستعمل بمعنى التلميذ أيضا ، ثم استعمل بمعنى موبد ، ثم بمعنى رجل الدين على الإطلاق ( كسا : 417 ) ، وبمعنى عميد الجامعة ( دات : 92 ) . بالفهلوية : Ehrpat ، وفي النقوش : Herpat أنظر أيضا ( حب ) . [3] . في الأصل ومط : ببلاد . في الطبري : أن يكون لبشتاسف « بباب » خرزاسف دابة موقوفة بمنزلة الدواب التي « تنوب » [ وفي نسخة « تكون » ] على أبواب الملوك ( 2 : 676 ) . [4] . الهدنة : المصالحة بعد الحرب ، أو فترة تعقب الحرب يتهيأ فيها العدوان للصلح ، ولها شروط خاصة ( مر ) .