ومن كان معه : مثل حننيا ، وعازريا ، وعزير [1] . وتأدّب وعلم العلوم . وسأله [ 51 ] بنو إسرائيل أن يأذن لهم في الخروج إلى بيت المقدس فأبى وقال : « لو كان معي منكم ألف نبىّ ، ما فارقني [ ما فارقني ] [2] ما دمت حيّا » . وولَّى دانيال القضاء ، وأمره ان يخرج كل شيء في الخزائن مما كان بختنصّر أخذه من بيت المقدس ، فبنى وعمر في أيام كيرش ، ومات بهمن لثلاث عشرة سنة خلت من قيام كيرش ببابل . وقد حكى أهل التوراة في أمر بختنصّر أقوالا مختلفة تركنا ذكرها . إلَّا أنهم ذكروا أن بختنصّر لما خرّب بيت المقدس ، أمر جنوده أن يملأ كل رجل منهم ترسه ترابا ، ثم يقذفه في بيت المقدس . فقذفوا فيه من التراب ما ملأه . ولما انصرف إلى بابل ، اجتمع معه سبايا بني إسرائيل ، وأمرهم أن يجمعوا من كان في بيت المقدس كلَّهم . فاجتمع عنده الكلّ ، فاختار منهم سبعين ألف صبىّ . فلمّا خرجت غنائم جنده ، سألوه أن يقسم فيهم الصبيان . فقسم في الملوك [ 52 ] منهم ، فأصاب كلّ رجل منهم أربعة . فكان من أولئك الغلمة : دانيال النبىّ ، وحننيا ، وميشايل ، وسبعة آلاف من أهل بيت داود ، وأحد عشر ألفا من سبط آسر بن [3] يعقوب ، وعلى ذلك سائر أولاد يعقوب الأسباط . ثم غزا بختنصّر العرب . وذلك في زمن معدّ بن عدنان . فوثب على كلّ من كان في بلاده من تجّار العرب ، وكانوا يقدمون عليه بالتجارات ، ويمتارون [4] من عندهم الحبّ والتمر والثياب وغيرها . فجمع من ظفر به منهم ، وبنى لهم حيرا [5]
[1] . مط : حنينا ، وعادنيا ، وغرير . الطبري : حننينا وميشايل وعازريا ( 2 : 654 ) . [2] . التكملة من الطبري ( 2 : 654 ) . مط : كالأصل . [3] . الطبري : أشر ، أشير ( 1 : 355 ، 357 ) . [4] . أمتار لنفسه أو أهله : جمع الميرة . والميرة : الطعام ونحوه يجمع للسفر ونحوه . [5] . الحير : شبه الحظيرة أو الحمى . مدينة على الفرات غربي بغداد ، كانت الفرس تسميها : فيروز سابور ، أول من عمرها سابور ذو الأكتاف ( يا ) . بالفارسية : فيروز شاپور ، باليونانية : Perisabor ( لج : 72 ) .