أكثر ممّا ذكرته . » وكان ظهور هذا الوعد الفريد في الصوان ، ومصيره المجهول بعد ذلك ، بالنسبة للمعنيّين بدراسة مسكويه « غمامة أبرقت - كما قال القائل - قوما عطاشا ، فلمّا رأوها ، أقشعت وتجلَّت » ولم تمطر ما يشفى غليلهم . وأمّا تصنيفه تجارب الأمم ، الذي ضمّنه في الجزأين الأخيرين منه حوادث عصره ، ومن خلالها بعض حوادث حياته ، فهذا المصدر أيضا ، يتوقّف عند سنة 369 ه ، وهذا يعنى أنّ مسكويه عاش بعد ذلك حوالي نصف قرن ، تاركا كتابة الحوادث المتبقّية من عصره ، الحوادث التي كان من شأنها أن تلقى مزيدا من الضوء على النصف الثاني من حياته أيضا ، وذلك من خلال اتّصاله الوثيق بالشخصيّات الدخيلة في تلك الحوادث ، حيث كان مسكويه من وجوه أوساطهم . ومهما يكن من أمر المصادر ، فإننا لا نعمد هنا الخوض في تفاصيل حياة مسكويه ، بل نكتفي بإيراد أهمّ المصادر التي فيها ترجمة أو ذكر لمسكويه ، نثبتها في أربع فئات : أ . آثاره كسيرة ذاتيّة : إنّ مسكويه قد يتحدّث في مطاوي آثاره عن نفسه ، بأحاديث لها دلالات مهمّة في معرفة أحواله وبعض نواحي حياته ، وأخصّ بالذّكر كتابه : تهذيب الأخلاق ، وكتابه الآخر : الهوامل والشوامل ، والجزءين الخامس والسادس من تجارب الأمم . ب . المصادر المعاصرة لمسكويه ( 320 - 421 ه ) : 1 . أبو حيّان التوحيدي ( 320 - 414 ه ) في الإمتاع ، والمقابسات ، ومثالب الوزيرين ، والصداقة والصديق . 2 . أبو سليمان المنطقي ( العقد الأوّل من القرن الرابع - 391 ه . ) في كتابه صوان الحكمة . 3 . أبو منصور الثعالبي ( 350 - 429 ه . ) في تتمّة اليتيمة . وأمّا ما ذكره عن مسكويه في اليتيمة نفسها فلا يتجاوز نقل بيتين من شعر مسكويه قالهما في ابن العميد .