فامتحنه كيقابوس والده ، فوجده كاملا نافذا [1] بارعا . وكان لكيقابوس زوجة بارعة الجمال ، يقال : إنّها بنت [ 33 ] فراسياب ملك الترك ، ويقال : إنّها بنت ملك اليمن . فهويت سياوخش ، وهويها . والفرس تحكى أمورا طويلة ، وتزعم أنّها كانت ساحرة ، وأنّها سحرته ، إلَّا أن آخر أمرها آل إلى أن علم كيقابوس بما يجرى بينهما . فكان من عاقبة ميلهما إلى الهوى ، وظنّهما أنّ ذلك ينكتم ، أن تغيّر كيقابوس لابنه سياوخش ، وأشفق سياوخش على نفسه . فسأل رستم أن يسأل أباه توجيهه لحرب فراسياب . وكان قد تجدّدت وحشة بين كيقابوس وفراسياب . وأراد سياوخش بذلك البعد من والده ، والتنحّى عما تكيده به امرأة أبيه [2] . ففعل ذلك رستم وخاطب أباه فيه ، واستأذن له في جند يضمّهم إليه . فأذن له ، وضمّ إليه جندا كثيفا وأشخص [3] سياوخش إلى بلاد الترك . فلما التقى سياوخش وفراسياب ، جرى بينهما صلح . وكتب بذلك سياوخش إلى أبيه يعلمه ما جرى بينه وبين [ 34 ] فراسياب . فكتب إليه أبوه بإنكار ذلك ، وأمره بمناهضته ومناجزته الحرب . فرأى سياوخش أنّ في فعله ما كتب به أبوه من محاربة فراسياب - بعد الذي جرى بينهما من الصلح والهدنة ، من غير نقض [4] فراسياب شيئا من أسباب ذلك - عارا ومنقصة . فامتنع من إنفاذ أمر أبيه في ذلك . ورأى أنّه يؤتى في كلّ ذلك من زوجة أبيه [5] . فمال إلى الهرب من أبيه ، فراسل فراسياب في أخذ الأمان لنفسه منه ، واللحاق به وفراق والده ، فأجابه فراسياب إلى ذلك . وكان السفير بينهما رجلا من
[1] . مط : ناقدا . [2] . في الطبري : كان يقال لها سودابه . [3] . أشخص فلانا إليه : بعث به إليه . [4] . « الذي . . . نقض » : سقطت من مط . [5] . الطبري : من زوجة أبيه التي دعته إلى نفسها ، فامتنع عليها ( 2 : 529 ) .