responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 61


أديل [1] منه منوشهر ، فنفاه عن بلاده ، وعاد إلى ملكه .
وكان منوشهر موصوفا بالعدل والإحسان . وهو أوّل من عرف خندق الخنادق وجمع آلة الحروب ، وأوّل من وضع الدّهقنة ، فجعل لكل قرية دهقانا ، [2] وجعل أهلها عبيدا وخولا [3] ، وألبسهم لباس المذلَّة ، وأمرهم بطاعته . ولما قوى سار نحو التّرك وطالب دم جدّه إيرج بن أفريذون ، فقتل طوج بن أفريذون وأخاه سرما ، وأدرك ثأره وانصرف .
ثم نشأ فراسياب [4] بن ترك الذي ينسب إليه الترك من ولد طوج بن أفريذون ، فحارب [ 19 ] منوشهر ، وحاصره بطبرستان . ثم إن منوشهر وفراسياب اصطلحا ، وضربا بينهما حدّا لا يجاوزه واحد منهما ، وهو نهر بلخ - والفرس تحكى في ذلك حكايات [5] لا فائدة في إيرادها - فانقطعت الحرب بين فراسياب ومنوشهر .



[1] . قال الحجاج : يوشك أن تدال الأرض منّا ، أي : يجعل لها الكرة والدولة علينا ، فتأكل لحومنا كما أكلنا ثمارها ، وتشرب دماءنا كما شربنا مياهها ( لع ) .
[2] . بالفهلوية : dehikan : مالك الأرض ورئيس القرية ( حب ، فم ) .
[3] . الخول : عطية الله من النعم ، والعبيد ، والإماء ، والأتباع ، والحشم .
[4] . مط : أفراسياب . في سائر الأصول : فراسيات ، فراسياب ، أفراسياب ( الطبري 1 : 434 ، 528 ، البيروني : 194 ، 222 ، حمزة : 20 ، المسعودي 1 : 249 ) ، بالفهلوية : Frasyak ( برثلمه : 986 ) .
[5] . منها أسطورة آرش شواتير المسمى في الأفستا ب : Eroxsha Xshwivi - isu أي : آرش الصلب القوس ، أو : صاحب السهم السريع ( اليشت 8 ، الفقرات 6 - 8 ) . بالفهولية : Erexsha Shepak - Tir ( حص : 588 لد ، حب ) . ورد اسمه في المصادر كما يلي : إيرش ، ارششياطير ، ارشسياطير ( الطبري 2 : 435 ) ، أرش ( الثعالبي : 107 ، البيروني : 220 ) ، ارسناس ( الدينوري ص 11 ) ، ايرشى ( ابن الأثير 1 : 166 ) . جاء في الأفستا : « نحمد تيشتريا Tishtrya النجمة الساطعة الرائعة التي تسير إلى بحر فوروكش : Vouru Kasha [ بالفهلوية : فراخ كرت ] بسرعة ينطلق بها سهم إرخش Erexsha الصلب القوس ، ذلك الآرىّ الذي كان أصلب الآريّين قوسا ، ورمى من جبل خشوث Xshutha إلى جبل خفنفنت Xvanvant ، ومسّته نفحة من أهورا مزدا ، وشقّ له الماء والكلأ والشمس صاحبة السهول الفسيحة ، منهجا عريضا . » والمراد بجبل خشوث : جبال « البرز » وبجبل خفنفنت : أحد جبال منطقة جيحون ( حص : 589 ، 590 ، زند اوستا 2 : 416 ) . وأمّا أبو ريحان البيروني فيروى الأسطورة بقوله : « زعموا أنّ أفراسياب لما تغلَّب على ايرانشهر ، وحاصر منوشجهر بطبرستان ، طلب منه أمرا ، فأنعم به عليه ، على أن يردّ إليه من ايرانشهر رمية نشّابة في مثلها . فحضر ملك من الملائكة اسمه إسفندارمذ ، وأمر أن يتخذ قوسا ونشابة ، على مقدار مثّله لصانعها على ما بيّن في كتاب الأبستا [ الأفستا ، الابستاق ، بالفهلوية : Avistak , Apistak ، بالفارسية الحديثة : أوستا ( بالواو الفارسية ) ] ، وأحضر أرش ، وكان شريفا ديّنا حكيما ، وأمر بأخذ القوس ورمى النشّابة . فقام ، وتعرّى وقال : أيها الملك ، وأيها الناس ! أبصروا بدني ، فإنّى بريء من كل جراحة وعلة ، وإنّى موقن بأنّى إذا رميت بهذه القوس والسهم ، تقطَّعت قطعا وتلفت نفسي وقد جعلتها فداء لكم . ثم تجرّد ، ومدّ القوس بما أعطاه الله من القوة ، فرمى بها ، وتقطَّع قطعا ، وأمر الله الريح حتى اختطفت النشابة من جبل الرويان ، وبلغ بها إلى أقصى خراسان بين فرغانة وطبرستان ، فأصابت أصل شجرة من شجرة الجوز كبيرة ، لم يكن لها في الدنيا شبه من الأشجار كبرا . ويقال : إنّ من موضع الرمية إلى موقع النشّابة ألف فرسخ . فاصطلحا على تلك الرمية ، وكانت في هذا اليوم : التيركان . فاتخذه الناس عيدا . . . » ( البيروني : 220 ) . إنّ منطلق السهم كما جاء في الأفستا والمصادر الإسلامية هو أحد هذه الأمكنة : خشوث ، قمّة دماوند ، آمل ، سارى ، جرجان ، رويان ، طبرستان . وموقعه : خفنفنت ، ساحل جيحون ، مرو ، نهر بلخ ( جيحون آمودريا ) .

61

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست