- « عزّ [ 6 ] علىّ بمصرعك [1] . أما والله ، لو شهدتك لآسيتك ، ولدافعت عنك . » ثم نزل إليه وقال : - « أما والله ، إن كان جارك ، ليأمن بوائقك . ولقد [2] كنت من الذاكرين الله كثيرا ، أوصني - رحمك الله . » فقال : - « أوصيك بتقوى الله ، وأن تناصح أمير المؤمنين ، وتقاتل معه المحلَّين حتى يظهر أو تلحق باللَّه . وأبلغه عنى السلام ، وقل له : قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك ، فإنّه من أصبح غدا والمعركة خلف ظهره ، كان العالي . » ثم لم يلبث أن مات . فأقبل الأسود إلى علىّ ، فأخبره ، فقال : - « رحمه الله ، جاهد فينا عدوّنا في الحياة ، ونصح لنا في الوفاة . » واقتتل الناس تلك الليلة كلها حتى الصباح - وهي ليلة الهرير - حتى تقصّفت الرماح ، ونفد [3] النبل ، وصار الناس إلى السيوف ، وأخذ علىّ يسير في ما بين الميمنة والميسرة ، ويأمر كلّ كتيبة من القرّاء [4] أن تقدم على التي تليها ، ولم يزل يفعل ذلك ويقوم بهم ، حتى إذا أصبح كانت المعركة كلها خلف ظهره ، والأشتر في ميمنة الناس ، وابن عباس في الميسرة ، وعلىّ في القلب ، والناس يقتتلون من كلّ جانب ، وذلك يوم الجمعة .
[1] . كذا في الطبري ( 6 : 3326 ) : بمصرعك ، وفي هامش الطبري : لمصرعك ، وفي مط : مصرعك . [2] . في الطبري : وإن كنت . في مط : لقد كنت ، كما في الأصل . [3] . في الأصل : نفذ ، وما ضبطناه من مط والطبري 6 : 3327 . [4] . مط : القرى . وما في الأصل يؤيده الطبري .