عليه إلَّا بإذنه ، وكذلك سبيلهم . وكان بكير سار حين بعث إلى آذربيجان حتى إذا طلع بجبال خرشدان [1] طلع عليهم اسفندياذ بن الفرّخزاذ مهزوما من واج رود . فكان أول قتاله لقيه بآذربيجان ، فاقتتلوا ، فهزمه ، وأخذ بكير اسفندياذ أسيرا . فقال له اسفندياذ : - « الصلح على آذربيجان أحبّ إليك أم الحرب ؟ » قال : « بل الصلح . » قال : « فأمسكني عندك . فإنّ أهل آذربيجان إن لم أصالح عليهم أو أجئ لم يقيموا ، وجلوا إلى الجبال التي حولها من القبج والروم . ومن كان على التحصن تحصّن إلى يوم ما . » فأمسكه عنده ، فأقام وهو في يده ، وصارت البلاد إليه إلَّا ما كان من حصن . وقدم عليه سماك بن خرشة ، وقد صار اسفندياذ في إساره . [ 439 ] وفتح عتبة بن فرقد من جهته ما يليه . فقال بكير لسماك بن خرشة كالممازح : - « ما الذي أصنع بك وبعتبة ؟ أريد أن أمضى قدما فأخلَّفكما ، فإن شئت فاذهب معي ، وإن شئت أتيت عتبة ، فقد أذنت لك . » وكاتب عمر في ذلك . فكتب إليه في الإذن على أن يتقدم نحو الباب ، وأمره أن يستخلف على عمله . فاستخلف عتبة على ما افتتح . ومضى قدما ، وقدّم إسفندياذ إلى عتبة ، وأقرّ عتبة سماك بن خرشة ، وليس بأبى دجانة ، على عمل بكير الذي كان افتتح .