responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 392


- « ألا ترى ما نحن فيه ؟ ائذن لنا في الحملة . » فقال لهم النعمان : « رويدا رويدا . » قالوا ذلك مرارا ، فأجابهم بمثل ذلك .
فقال المغيرة : « لو إلىّ هذا الأمر ، علمت ما أصنع . » فقال : رويدا ، ترى [1] أمرك وقد كنت تلى الأمر فتحسن ، فلا يخذلنا الله ولا إيّاك ، ونحن نرجو في المكث مثل ما ترجو في الحثّ . » وانتظر النعمان أحبّ الأوقات كان إلى رسول الله - صلى الله عليه .
فلمّا كان قريبا من تلك الساعة وهي الزوال ، سار فوقف على الرايات ، ومدحهم ، وحضّهم . ثمّ عاد إلى موقفه [2] ، وكبّر الأولى والثانية والثالثة والناس على غاية السمع والطاعة . وحمل النعمان والناس معه ، فالتقوا بالسيوف ، فاقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع السامعون بوقعة قطَّ كانت أشدّ منها ، لا يوم القادسية لا غيرها مما تقدّم ، قتلوا فيها من الفرس فيما بين الزوال والإعتام ما طبّق أرض المعركة وما يزلق فيه الناس والدواب ، وزلق بالنعمان فرسه وصرع ، فأصيب .
وتناول [ 431 ] الراية أخوه نعيم بن مقرّن ، وسجّى النعمان بثوب ، وأتى [3] حذيفة بالراية ، وكان عهد إليه بعده ، فأقام اللواء . وقال المغيرة :
- « اكتموا مصاب أميركم حتى تنظروا ما يصنع الله فينا لكيلا يهن الناس ، واقتتلوا . » فلما أظلم الليل انكشف المشركون ، وتركوا قصدهم ، وأخذوا نحو اللَّهب [4] الذي كانوا نزلوا دونه بإسبيذهان . فوقعوا فيه ، وجعل لا يهوى فيه أحد إلَّا قال :



[1] . مط : نرى . وفي الطبري أيضا : ترى ( 5 : 2622 ) .
[2] . كذا في مط : موقفه ، والميم في الأصل مطموسة .
[3] . ما في الأصل ومط غير واضح ، فأثبتناه حسب الطبري ( 5 : 2625 ) .
[4] . اللهب : الفرجة والمهواة بين الجبلين أو الصدع في الجبل .

392

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست