فقال عمر : « كذبت يا عدوّ الله بل أعمد إلى الرأس ، فأقطعه ، فإذا قطعه الله لم يقبض عليه الجناحان . » فكتب إلى أبى موسى أن : سر بأهل البصرة ، وإلى حذيفة أن : سر بأهل الكوفة . وبعث بعثا من المدينة فيهم ابنه عبد الله بن عمر ، وفيهم المهاجرون والأنصار ، وقال : - « إذا التقيتم فأميركم النعمان بن مقرّن . » فخرج حذيفة بن اليمان بالناس ومعه نعيم بن مقرّن حتى قدموا على النعمان بالطزر [1] وجعلوا بمرج القلعة خيلا عليها النّسير ، وقد كتب عمر إلى سلمى بن القين وحرملة وزرّ بن كليب وقوّاد المسلمين الذين كانوا بين فارس والأهواز أن : - « اشغلوا فارس عن إخوانكم ، وحوطوا بذلك أمّتكم وأرضكم ، وأقيموا على حدود ما بين الأهواز وفارس حتى يأتيكم أمرى . » وبعث مجاشع بن مسعود السلمىّ إلى الأهواز ، وقال له : انصل منها على ماه . فلما صار بغضي شجر ناحية مرج القلعة ، أمره النعمان أن يقيم بمكانه [ 423 ] ونصل سلمىّ وحرملة وزرّ ، فكانوا في تخوم إصبهان وفارس ، فقطعوا بذلك عن نهاوند الأمداد من فارس . وورد على النعمان ، وهو بطزر ، كتاب عمر : - « إنّ معك حدّ العرب ورجالهم فاستعن بهم وبرأيهم ، وسل طليحة وعمرا ، ولا تولَّهم شيئا » . فبعث من بطزر طليحة وعمرا ، وعمرو بن أبي سلمى ليؤاتوه بالخبر . فأما عمرو وعمرو فإنّهما رجعا من الطريق آخر الليل . فقال طليحة : « ما الذي يرجعكما ؟ »