- « أرى - يا أمير المؤمنين - أن تكتب إلى أهل اليمن ، فيسيروا من يمنهم ، وإلى أهل الشام فيسيروا من شامهم ، وتسير أنت بأهل الحرمين إلى الكوفة والبصرة ، فتلقى جميع المشركين بجميع المسلمين ، فإنّك إذا سرت بمن معك وعندك ، قلّ في نفسك ما قد تكاثر من عدد القوم ، وكنت أعزّ عزّا . يا أمير المؤمنين ، إنّك لا تستبقى من نفسك بعد العرب باقية ، ولا تمتنع [1] من الدنيا بعزيز ، ولا تلوذ منها بحريز . إنّ هذا يوم له ما بعده من الأيام [ فاشهده برأيك وأعوانك ولا تغب عنه ] [2] ، فتكلَّموا . » فقام علىّ عليه السلام فقال : - « أما بعد ، فإنّك [ 419 ] إن أشخصت أهل الشام من شامهم ، سارت الروم إلى ذراريّهم ، وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم ، سارت الحبشة إلى ذراريّهم ، وإنّك إن أشخصت أهل الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها ، حتى تكون ما تدع وراءك ، أهمّ إليك مما بين يديك من العورات والعيالات . أقرر هؤلاء في أمصارهم ، واكتب إلى أهل البصرة ، فليفترقوا ثلاث فرق : فلتقم فرقة في أهل عهدهم لئلَّا ينتقضوا عليهم ، ولتسر فرقة إلى إخوانهم بالكوفة مددا لهم ، لأنّ الأعاجم إن ينظروا إليك ويقولوا : هذا أمير العرب وأصل العرب ، كان أشدّ لكلبهم ، وألَّبتهم عليك . فأمّا ما ذكرت من مسير القوم ، فإنّ الله هو أكره لمسيرهم منك ، ولهو أقدر على تغيير ما
[1] . كذا في مط : تمتنع . وفي الطبري : لا تمنع ، لا تمتنع ( 5 : 2612 ) . [2] . ما بين [ ] تكملة عن الطبري .