قال : « لا تخف ذلك . » واستسقى ماء ، فأتى به في قدح . فقال : - « لو متّ عطشا لم أستطع الشرب في مثل هذا . » فأتى به في إناء يرضاه . فجعلت يده ترعد ، وقال : - « إنّى أخاف أن أقتل وأنا أشرب . » فقال له عمر : « لا تخف ، فلا بأس عليك حتى تشربه . » فألقاه . فقال عمر : - « أعيدوا عليه ، ولا [ 410 ] تجمعوا عليه القتل والعطش . » فقال : « لا حاجة لي في الماء ، إنّما أردت أن أستأمن به . » ! فقال له عمر : « إنّى قاتلك . » قال : « قد آمنتني . » فقال : « كذبت . » فقال أنس : « صدق يا أمير المؤمنين » ! فقال : « ويحك ! أنا أومن قاتل مجزأة والبراء ؟ لتأتينّى [1] بمخرج ما قتلت ! » قال : « قلت له : لا بأس عليك حتى تخبرني . وقلت : لا بأس عليك حتى تشربه . » وقال جلَّة الصحابة ممن حوله مثل ذلك . فأقبل على الهرمزان وقال : « تكلَّم بحجّتك . » قال : « كلام حىّ أم كلام ميّت ؟ » قال : « بل كلام حىّ . » قال : « قد آمنتني ثالثة . »
[1] . وفي الطبري : « والله لتأتينّ بمخرج ، أو لأعاقبنّك ، قال : قلت له . . » ( 5 : 2559 ) .