ظفر سعد بالقادسيّة ، وأزاح الأكاسرة ، وأخذ حدود ما يلي السواد وغيرها ، واستعلى ، وجاء بأعظم مما كان العلاء جاء به ، أحبّ العلاء أن يصنع شيئا في الأعاجم ، ورجا أن يدال كما قد أديل . ولم ينظر العلاء في ما بين فضل الطاعة والمعصية بجدّ . وكان عمر لما ولَّاه نهاه عن البحر ، فلم يفكّر في الطاعة والمعصية وعواقبهما ، وطمع في فارس من جهته . فندب أهل البحرين إلى فارس ، فتسرّعوا إلى ذلك ، وفرّقهم أجنادا : على أحدها الجاورد بن المعلَّى ، وعلى الآخر السوار بن همّام ، وعلى الآخر خليد بن المنذر بن ساوى ، وخليد على جماعة الناس . فحملهم في البحر إلى فارس بغير إذن عمر . فعبرت تلك الجنود من البحرين إلى فارس ، فخرجوا في إصطخر وبإزائهم أهل فارس وعلى أهل فارس الهربذ ، اجتمعوا عليه ، فحالوا بين المسلمين وبين سفنهم . فقام خليد في الناس فقال : - « أمّا بعد ، فإنّ الله إذا قضى أمرا جرت به المقادير [ 405 ] حتى يصيبه ، وإنّ هؤلاء القوم لم يزيدوا بما صنعوا على أن دعوكم إلى حربهم ، وإنّما جئتم لمحاربتهم والأرض والسفن لمن غلب ، فاستعينوا بالصبر والصلاة . » فأجابوه إلى ذلك وصلَّوا الظهر ، ثم ناهدوهم في موضع يقال له : طاؤوس . فقتل جماعة من المسلمين فيهم السوار والمنذر بن الجارود . وتزجّل خليد بن