responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 363


الموصل قد عسكروا بتكريت . وكتب إلى عمر بذلك . فكتب إليه عمر :
- « قدّم هاشما إلى جلولاء في اثنى عشر ألفا من وجوه المهاجرين والأنصار وأعلام العرب ممن ارتدّ ، ومن لم يرتدّ ، واجعل على مقدمته القعقاع بن عمرو . » وكان الفرس لما انتهوا بعد الحرب من المدائن إلى جلولاء ، رأوا الطريق يفترق بأهل آذربيجان والباب وبأهل الجبال وفارس . فتذامروا ، وقال بعضهم لبعض :
- « يا معشر الفرس ، إن افترقتم لم تجتمعوا أبدا ، هذا مكان يفرّق بيننا ، فهلمّوا ، فلنجتمع للعرب به ، ولنقاتلهم بجميع عزائمنا . فإن كانت لنا فهو الذي نريد ، وإن كانت الأخرى ، [ 397 ] كنّا قد أبلينا العذر . » فاحتفروا الخندق ، واجتمعوا فيه ، على مهران ، ونفذ يزدجرد إلى حلوان ، ورماهم بالرجال ، وخلَّف فيهم الأموال . فأقاموا في خندقهم وقد أحاطوا به الحسك من الخشب إلَّا طرقهم .
فلمّا قدم هاشم أحاط بهم ، وطاولهم أهل فارس ، وكانوا لا يخرجون إلَّا إذا أرادوا . وزاحفهم المسلمون بجلولاء ثمانين زحفا كلّ ينصر المسلمون ، ويغلب المشركون ، حتى غلبوهم على حسك الخشب ، فاتخذوا حسك الحديد ، وتركوا للمجال وجها . فخرجوا على المسلمين منه ، واقتتلوا قتالا شديدا لم يقتتلوا مثله ولا ليلة الهرير ، إلَّا أنّه كان أكمش وأعجل ، ولم ير المسلمون ولا المشركون مثله في موطن قطَّ حتى أنفذوا النبل ، وقصفوا الرماح ، وصاروا إلى السيوف والطبرزينات ، فكانوا بذلك إلى بين الصلاتين ، وصلَّى الناس إيماء .
ثمّ خنست كتيبة للمشركين وجاءت أخرى ، فوقفت مكانها ، ثمّ كذلك ، فكسر المسلمين ما رأوا .
فقال القعقاع بن عمرو :

363

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست