المزروعة المبقلة بالنبات ، وعليه ما كانوا يعدّونه في الشتاء ، إذا ذهبت الرياحين ، وكانوا إذا أرادوا الشرب شربوا عليه ، وكأنّهم في رياض ، لأنّ الأرض - أرض البساط - مذهّب ، ووشيه فصوص ، وعليه قضبان الذهب ، عليها أنوار من الذهب والفضة ، وأوراق كذلك من حرير قد أجرى فيه ماء الذهب ، وكانت العرب تسميه القطف [1] . فلما قدم به على عمر جمع الناس ، وخطبهم ، واستشارهم في البساط ، وأخبرهم خبره . فاختلف عليه الناس ، فمن مشير بقبضه وآخر مفوّض إليه ، وآخر مرقّق . فقام علىّ عليه السلام فقال : - « لم تجعل [ 395 ] علمك جهلا ، ويقينك شكّا ؟ إنّك إن تقبله على هذا ، اليوم ، لم تعدم في غد من يستحلّ به ما ليس له . » فقال : « صدقتني ونصحتني . » فقطعه وقسمه . وأصاب عليّا قطعة منه باعها بعشرين ألفا ، وما هي بأجود تلك القطع [2] .
[1] . وفي الطبري : القطف ، القطيفة ( 5 : 2453 ) . [2] . وعند الطبري روايتان : الأولى : ثمّ قسم [ عمر ] الخمس في مواضعه ، ثم قال : أشيروا علىّ في هذا القطف ! فأجمع ملأهم على أن قالوا : « قد جعلوا ذلك لك ، فر رأيك » ، إلَّا ما كان من علىّ ، فإنّه قال : « الأمر كما قالوا ، ولم يبق إلَّا التروية ، إنّك إن تقبله على هذا ، اليوم ، لم تعدم في غد من يستحقّ به ما ليس له » ، قال : « صدقتني ونصحتني » ، فقطعه بينهم . والثانية : فقام علىّ - حين رأى عمر يأبى - حتى انتهى إليه ، فقال : « لم تجعل علمك جهلا ، ويقينك شكّا ؟ إنه ليس من الدنيا إلَّا ما أعطيت فأمضيت ، أو لبست فأبليت ، أو أكلت فأفنيت » ، قال : « صدقتني ونصحتني » ، فقطعه ، فقسمه بين الناس ، فأصاب عليّا قطعة منه ، فباعها بعشرين ألفا ، وما هي بأجود تلك القطع . ( الطبري 5 : 2452 ) .