فأرسلوا إليها ، فأخذوها به ، وكانت قد أنزلته [ في أيام شيرى ] [1] حين جمعهنّ في القصر الأبيض ، وقتل الذكور إلى أخواله وكانت واعدتهم ، ثم دلَّته إليهم في زبيل [2] . فلما أخذت أمّه به ، دلَّتهم عليه ، فأرسلوا ، فجاؤوا به ، فملَّكوه وهو ابن إحدى [ 349 ] وعشرين سنة ، واجتمعوا عليه واطمأنّت فارس ، واستوسقوا ، وتبارى الرؤساء في طاعته ومعونته . فسمّى الجنود لكلّ مسلحة كانت لكسرى أو موضع ثغر . فسمّى جند الحيرة وجند الأنبار والأبلَّة والمسالح ، وأظهروا الجدّ والنصيحة . وبلغ ذلك من أمرهم واجتماعهم المثنى والمسلمين ، فكتبوا إلى عمر بما ينتظرون منهم . فلم يصل الكتاب إلى عمر ، حتى كفر أهل السواد كلهم : من كان له عهد ومن لم يكن له عهد . فكتب عمر إليهم : - « فأخرجوا من بين ظهراني الأعاجم ، وتفرّقوا في المياه التي تليهم على حدود أرضهم ، ولا تدعوا في ربيعة أحدا ولا مضر ولا حلفاءهم من أهل النجدات ، ولا فارسا ، إلَّا اجتلبتموه ، فإن جاء طائعا ، وإلَّا حشرتموه . احملوا العرب على الجدّ إذا جدّ العجم . » فنزل المثنى بذي قار ، ونزل الناس بالحلّ ، وبشراف إلى غضىّ - وغضىّ جبل [3] البصرة - فكان في أمواه
[1] . تكملة زيدت عن الطبري ( 4 : 2211 ) . [2] . في الطبري ومط : « زبيل . وفي بعض الأصول : « زنبيل » . والزبيل بمعنى الزنبيل . [3] . مط : حدّ البصرة . الطبري : حيال البصرة . وفي حواشي الطبري : جبل البصرة ، جبال البصرة ( 4 : 2211 ) .