كعب وزيد بن ثابت ، فإن لم يشهد هؤلاء كتبه سائر الكتّاب ، وهم : عمر بن الخطَّاب ، وطلحة ، وخالد بن سعيد ، ويزيد بن أبي سفيان ، والعلاء الحضرمي ، وأبو سلمة بن عبد الأشهل ، وعبد الله بن أبي سرح ، وحويطب بن عبد العزّى ، وأبو سفيان بن حرب ، ومعاوية ، وعثمان ، وأبان : ابنا سعيد ، وحاطب بن عمرو ، وجهيم بن الصلت . وكان خالد بن سعيد بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان يكتبان بين يديه في حوائجه . وكان المغيرة بن شعبة والحصين بن نمير يكتبان بين الناس وينوبان عن خالد ومعاوية ، إذا غابا . وكان عبد الله بن الأرقم ربما كتب [ 292 ] إلى الملوك عن النبي - عليه السلام . وكان زيد بن ثابت مع ما يكتبه من الوحي ، يكتب إلى الملوك ، وكان يحسن بالفارسية وبالرومية وبالحبشية . و كان حنظلة بن الربيع خليفة كلّ كاتب من كتّاب النبىّ - عليه السلام - غاب عن عمله ، فغلب عليه اسم الكاتب من بينهم . وكان النبىّ - عليه السلام - يضع عنده خاتمه ، وقال له : - « الزمنى وأذكرنى بكلّ شيء لثالثة . » فكان لا يأتي على مال ولا حاجة ثلاثة أيام إلَّا ذكّره به ، فلا يبيت - عليه السلام - وعنده منه شيء . فأمّا عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فإنّه ارتدّ بعد كتابته للنبيّ - عليه السلام . وكان يتكلَّم ، فسمعه رجل من الأنصار ، فحلف باللَّه : لئن أمكنه الله منه ليضربنّه بالسيف . فلمّا كان يوم فتح مكة ، جاء به عثمان - وكان بينهما رضاع - فقال : - « يا رسول الله ، هذا عبد الله ، أقبل تائبا . » فأعرض عنه ، والأنصاري حاضر بيده السيف . فأعاد عليه عثمان القول ، فأعرض عنه . فلمّا أعاد الثالثة مدّ - صلى الله عليه - يده ، فبايعه وقال للأنصارى :