responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 244


- « إمّا أن يكون كسرى قد تغيّر لي وكره موضعي ، أو يكون قد اختلط عقله بصرف مثلي وأنا في بحر العدوّ . » فدعا الأصحاب وقرأ عليهم الكتاب فأنكروه . فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام ، أوصل الكتاب الثاني بالمقام ، وأوهمه أنّ رسولا [ 259 ] ورد به ، فلمّا قرأه قال : « هذا تخليط . » ولم يقع منه موقعا ، ودسّ إلى ملك الروم من ناظره في إيقاع صلح بينهما ، على أن يخلَّى الطريق لملك الروم ، حتّى يدخل بلاد العراق على غرّة من كسرى ، وعلى أنّ لملك الروم ما تغلَّب عليه من دون العراق ، وللفارسي ما وراء ذلك إلى بلاد فارس .
فأجابه ملك الروم إلى ذلك وتنحّى الفارسي عنه في ناحية من الجزيرة ، وأخذ أفواه الطرق ، فلم يعلم كسرى حتّى ورد خبر ملك الروم من ناحية قرقيسياء [1] ، وكسرى غير معدّ ، وجنده متفرّقون في أعماله . فوثب من سريره مع قراءة الخبر وقال :
- « هذا وقت حيلة لا وقت شدّة . » وجعل ينكت في الأرض مليّا . ثمّ دعا برقّ ، وكتب فيه كتابا صغيرا بخطَّ دقيق إلى صاحبه بالجزيرة يقول فيه :
- « قد علمت ما كنت أمرتك به من مواصلة صاحب الروم ، وإطماعه في نفسك وتخلية الطريق له حتّى إذا تولَّج في بلادنا أخذته من أمامه وأخذته أنت ومن ندبناه لذلك من خلفه ، فيكون ذلك بواره ، وقد تمّ في هذا الوقت ما دبّرناه ، وميعادك [ 260 ] في الإيقاع به يوم كذا ! » ثمّ دعا راهبا كان في دير بجانب مدينته وقال له :
- « أىّ جار كنت لك ؟ »



[1] . في الأصل : قرقيسا . وقرقيسياء : بلد على الخابور عند مصبّه ، وهي على الفرات ، جانب منها على الخابور ، وجانب آخر فوق رحبة مالك بن طوق ( مع ) Circesium ( C . i . S ) .

244

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست