الحديث وخاف سطوة [ 222 ] بهرام ، فهرب إلى آذربيجان . فاجتمع إليه هناك عدّة من المرازبة والإصفهبذين ، فأعطوه بيعتهم . ولم يظهر أبرويز شيئا ، وأقام بمكانه إلى أن بلغه قتل آذينجشنس الموجّه لمحاربة بهرام جوبين ، وانفضاض الجمع الذي معه ، واضطراب أمر أبيه هرمز . وكتبت إليه أخت آذينجشنس - وكانت تربه - تخبره بضعف أبيه هرمز ، وأعلمته أنّ العظماء والوجوه قد أجمعوا على خلعه ، وأعلمته أنّ جوبين - إن سبقه إلى المدائن - احتوى على الملك . ولمتلبث العظماء بذلك أن وثبت على هرمز وفيهم بندويه [1] وبسطام خالا أبرويز . فخلعوه وسملوا عينيه وتركوه تحرّجا من قتله . فلمّا بلغ ذلك أبرويز ، بادر بمن معه إلى المدائن وسبق إليها بهرام جوبين ، وتتوّج وجمع إليه الوجوه والأشراف ، وجلس لهم على سريره ، ومنّاهم ووعدهم وقال : - « إنّ هرمز كان لهم قاضيا عادلا ، ومن نيّتنا البرّ والإحسان ، فعليكم بالسمع والطاعة . » فاستبشر له الناس ، ودعوا له . فلمّا كان اليوم [ 223 ] الثاني ، أتى أباه ، فسجد له وقال : - « عمّرك الله أيّها الملك ، إنّك تعلم أنّى بريء مما آتاه إليك المنافقون ، وإنّما هربت خوفا منك . » فصدّقه هرمز وقال له : - « يا بنىّ ! لي إليك حاجتان ، فأسعفنى بهما : إحداهما أن تنتقم ممّن عاون على خلعى والسمل لعيني ، ولا تأخذك بهم رأفة ، والأخرى أن تؤنسني كلّ يوم بثلاثة نفر لهم أصالة رأى ، وتأذن لهم في [ الوصول ] [2] إلىّ . »
[1] . في الطبري : بندى . [2] . الأصل غير واضح . مط والطبري : في الدخول علىّ ( 2 : 996 ) .