[ من ] [1] ذوى الرئاسة والعظماء خلقا كثيرا ، فخلعه الناس بعد أربع سنين من ملكه ، وملَّكوا : < فهرس الموضوعات > سابور بن سابور ذي الأكتاف < / فهرس الموضوعات > سابور بن سابور ذي الأكتاف فاستبشرت الرعية به وبرجوع ملك أبيه إليه . فأحسن السيرة ورفق بالرعية ، إلى أن سقط عليه فسطاط كان ضرب عليه ، فمات وملَّك بعده [ 142 ] أخوه : < فهرس الموضوعات > بهرام بن سابور ذي الأكتاف < / فهرس الموضوعات > بهرام بن سابور ذي الأكتاف وكان يلقّب بكرمان شاه ، لأن سابور ولَّاه « كرمان » ، فمضت أيّامه محمودة ، وكان جميل السياسة محبّبا [2] . ثم قام بالملك : < فهرس الموضوعات > يزدجرد المعروف بالأثيم ابن بهرام بن سابور ذي الأكتاف < / فهرس الموضوعات > يزدجرد المعروف بالأثيم ابن بهرام بن سابور ذي الأكتاف [3] ومن الفرس من يقول : هو أخو بهرام وهو يزدجرد بن سابور ذي الأكتاف . وكان فظَّا غليظا ذا عيوب كثيرة ، وكان من أشدّ عيوبه وضعه ذكاء ذهن وحسن أدب كانا فيه ، غير موضعهما . وذلك أنّه كان كثير الرؤية في الضارّ [4] من الأمور ، واستعمل علمه الذي أوتيه ، في الدهاء والختل ، واستخفّ بكلّ علم كان عند الناس ، واحتقر آدابهم واستطال بما عنده ، وكان من ذلك معجبا ، غلقا ، سيئ الخلق ، ردئ الطعمة [5] ، حتى بلغ من شدة غلقه وحدّته أن يستعظم صغير الزلَّات ولا يرضى في عقوبتها إلَّا بما لا يستطاع أن يبلغ مثلها . ثم لم يقدر أحد من بطانته - وإن كان لطيف المنزلة منه - أن يشفع لمن ابتلى به ، وإن كان ذنب
[1] . ما في [ ] تكملة من مط . [2] . مط : مجيبا . [3] . أنظر الطبري 2 : 847 . [4] . مط : الصغار من الأمور . [5] . ردئ الطعمة : ردئ السيرة في الأكل .