responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 100


هيئات وخلقا ، لو كان عرف حقيقتها ، لما غزاهم ، وأنّه إنّما [1] ملكهم بحسن الاتفاق والبخت ، وأنّه لا يأمن - إن ظعن عنهم - وثوبهم ، ولا تسكن نفسه إلَّا ببوارهم .
فكتب إليه أرسطوطالس :
- « فهمت كتابك في رجال فارس . فأما قتلهم فهو من الفساد في الأرض ولو قتلتهم لأنبت البلد أمثالهم [ 72 ] لأنّ إقليم بابل يولَّد أمثال هؤلاء الرجال ، من أهل العقول والسداد في الرأي ، والاعتدال في التركيب ، فصاروا أعداءك وأعداء عقبك بالطبع ، لأنّك تكون قد وترت [2] القوم ، وكثرت الأحقاد على أرض الروم منهم وممن بعدهم ، وإخراجك إياهم في عسكرك مخاطرة بنفسك وأصحابك . ولكني أشير عليك برأي هو أبلغ لك في كلّ ما تريد من القتل ، وهو أن تستدعى أولاد الملوك منهم ، ومن يستصلح للملك ويترشح له ، فتقلَّدهم البلدان ، ويتوليهم الولايات ، ليصير كل واحد منهم ملكا برأسه ، فتتفرّق كلمتهم ، ويجتمعوا على الطاعة لك ، ولا يؤدّى بعضهم إلى بعض طاعة ، ولا يتّفقوا على أمر واحد ، ولا تجتمع كلمتهم . » ففعل الإسكندر ذلك ، فتمّ أمره ، وأمكنه أن يتجاوز ملك الفرس ، فسار قدما إلى أرض الهند ، حتى قتل ملكها مبارزة ، بعد حروب عظيمة هائلة ، وفتح مدنها ، ثم صار إلى الصين ، وصنع بها [3] كصنيعه بأرض الهند ، ثم طاف مما يلي القطب [ 73 ] الشمالي ، ورجع إلى العراق ، وخرج منها بعد أن ملَّك ملوك الطوائف ، فمات في طريقه بشهرزور [4] ، ويقال : بل في قرية من قرى بابل ، وكان عمره ستّا



[1] . مط : لما !
[2] . مط : سرت .
[3] . بها : سقطت من مط .
[4] . شهرزور : مدينة تقع في ناحية بنفس الاسم في الشمال الغربي من دينور ، والمسافة بينهما أربعة منازل ( لج : 205 ) .

100

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست