ورتّبها . وكان معجبا بابنه « دارا » ، وبلغ من حبّه إيّاه أن سمّاه باسم نفسه ، وصيّر له الملك من بعده ، وكان له وزير يسمّى : « رشتين [1] » محمودا في عقله . فشجر بينه وبين غلام تربّى [2] مع دارا الأصغر يقال له : « بيرى [3] » ، شرّ وعداوة . فسعى رشتين عليه عند الملك . فيقال : إنّ الملك سقى بيرى شربة فمات ، فاضطغن دارا الأصغر على رشتين ، وعلى جماعة كانوا عاونوه . دارا الأصغر فلمّا ملك دارا ابن دارا بن بهمن ، كان أول ما تكلم به حين عقد التاج [ 63 ] على رأسه ، قال : - « لن ندفع أحدا في مهوى الهلكة ، ومن تردّى فيها ، لم نكففه عنها . » واستكتب أخا بيرى ، واستوزره ، رعاية لحق أخيه ، وأنسا به ، ولم يكن في موضع الوزارة ، ولا كان له كفاية رشتين . فكان من عاقبة ذلك ، أن أفسد قلبه على أصحابه ، وحمله على قتل بعضهم ، فاستوحشت منه الخاصّة والعامّة ، ونفروا عنه ، وكان حقودا جبّارا . فعرف خبره الإسكندر فغزاه وقد ملَّه أهل مملكته ، واستوحش جنده ، وأحبّ الجميع الراحة منه . فلحق كثير من وجوه أصحابه وأعلام جنده بالإسكندر ، فأطلعوه على عورة دارا وقوّوه عليه ، فلمّا التقيا ببلاد الجزيرة [4] ، اقتتلا سنة . ثمّ إنّ رجالا من
[1] . مط : رستين . والكلمة مهملة النقط في الطبري مع تصحيفات في الحاشية . [2] . مط : ربى . [3] . الكلمة مهمة النقط في الطبري مع تصحيفات في الحاشية . [4] . أنظر مراصد الاطلاع 1 : 331 .